حصة التي لم تغادر

http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png يتردد قلمي في الكتابة عن شأن خاص، أقف بين عقلي وقلبي أتساءل، هل الكتابة عن الأخلاق والطيبة والمحبة والتسامح شأن خاص.؟
غادرتنا إلى رحمة الله شقيقتي حصة بنت محمد القبلان (أم إبراهيم) لكنها حاضرة معنا، لم تغادر ولن تغادر لأن الأخلاق والطيبة والقيم الإنسانية والذكريات الجميلة لا تغادر، الأمومة الرائعة والتربية (السنعة) والحياة الزوجية المليئة بالدروس، هذه قيم وسلوكيات لا تغادر. كانت أم إبراهيم كما قالت إحدى قريباتها الأخت والصديقة والحبيبة. وقال ابن العم الرائع عبدالله القبلان (أبو طارق) وكل من يعرفها وتعامل معها وما أكثرهم (فقيدة). نعم سيفقدها كل من يعرفها ولكن سماتها الشخصية وقيمها وطيبتها وكرمها وتجربتها في الحياة ستظل باقية.
كانت في العائلة مصدر للتسامح والتفاؤل، ومنبع حب لا ينضب. يتسابق إليها الجميع ويهمها رضا الجميع، حين تأتي من جدة إلى الرياض لزيارة والدتها وإخوانها وأقاربها، فقد يتغير حجز الطيران للعودة إلى جدة أكثر من مرة، قد تكون مدة الزيارة يومين فتصبح أسبوعين، لا أحد يريدها أن تغادر، تعاني منها خطوط الطيران من تعديلات الحجز لأن حجوزات الحب تلغي حجوزات السفر. لا يبحث المتسابقون للظفر بلقائها عن اختراعات علمية أو أحاديث تجارية أو سياسية، إنهم يبحثون عن الطيبة والحب والسلام والتفاؤل والترابط الأسري والتسامح ونشر البهجة وسوف يجدون كل ذلك في بنك أم إبراهيم يرحمها الله. ما أحوج العالم إلى مثل هذا البنك في هذا الزمن.
حصة غادرت ولم تغادر، ستبقى ساكنة في القلوب، حاضرة في المجالس، قصة تروى كزوجة وأم وجدة وربة بيت وصديقة للجميع ونموذج جميل في الحياة الأسرية والتربية والعلاقات الزوجية.
اللهم ارحمها برحمتك واغفر لها فإنك أنت الغفور الرحيم.




http://www.alriyadh.com/1933920]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]