نــــــــــــــور والطفل أحمد
	
	
		عندما تكون الذاكره تكوين أرشيفي للمعلومات والمهارات والخبرات ¡ والتجارب المنوعه . .
ومهما حاولنا استنفار قدراتنا لنسيان بعضا من مخزونات هذا الأرشيف الذي غشاه غبار الزمن . .
إلا أننا نجد أنفسنا نسترجع هذه الذكريات . . فنعود لذاك المركز  المستبد
 وندرك أن الإتجاهات الأربعة ¡ رغم إشعاعاتها 
هي مركز لتلك الصدف العجيبه . . 
التي كانت تستقل مركبا من الحزن النامي . . مؤدية به لمرحلة من الوجودية . .الامحدوده .
أعتقادي الدائم . .
 كلما تقلص العدد
 كان المردود تفاعليا أكثر . . 
ولكن هل نستطيع فعلا مسايرة الحياة مع القدرة على تجاهل تلك الأعداد والمقادير لأي طبخة .
لنكون فنانين في حياتنا ¡ لابد من التركيز على محتويات  ذواتنا  والتركيبات الشخصية التي نتميز بها عن غيرنا . .مع ضرورة كونها تركيبات صحية
 وأهمية وجود الأمل ضاحكا خلف ستارة الحياة . . مهما قست علينا الضروف . . . وهي بالطبع دوما قاسية 
وفي النهاية  . . نحقق النجاح والتفوق . . الذي أتمناه للجميع .
. . . . . . . 
المكان : خارج حدود أي مكان .
الزمان :  الفترة المسائية من الحياة . . ليلة 14 هجرية .
أحمد طفل لم يتجاوز سنوات حياته الأولى . .
أعتاد كل صباح أن يطل من شرفة نافذته الصغيرة إلى الفضاء الواسع للقاء عصفورته الصغيرة " نور" ¡ ويتجاذبا أطراف الحديث  . . 
في وقت مبكر من صباح يوم جميل . . أفاق أحمد من حلم مزعج . .  تشير مدلولاته لطلاسم من الشوق وألوان من الوله . . أخذ ينتظر على تلك الشرفة أملا 
في ملاقاة " نور " وقضاء الوقت الممتع معها .
وتمضي ساعات الصباح الباكر . . وتتأخر " نور" عن موعدها المعتاد
ويطول الأنتضار . . !!
مع أن مواعيدها كانت دوما غامضة . . وإطلالاتها مفاجأة . . إلا أن ذاك الصباح كان مختلفا . . فقد رغب في مجيئها أكثر من قبل .
وبينما هو كذلك في حالة بين الحيرة والتأمل . .إذ بجسم صغير يلوح في الأفق البعيد . . يتجه نحوه بأناقة وتميز في الطيران . . مقاوما رياح الحياة المتقلبة .  . 
وجاذبية أطراف الحياة .
أقترب ذاك الجسم أكثر . . هذه انت . . نور ¡ لابد أن تكوني نور ¡ فليس لعصفورة هذا الإصرار والتميز في المقاومة غيرك .
كانت بالفعل نور ¡ عصفورة أحمد . . تلك العصفورة الجميلة ¡ الصادقة الوفية .
قدمت نور إلى أحمد وحطت على يديه فأحتضنها بشوقه ..تأخرتي يا نور على أحمد  ¡ ¡ ضحكت نور وقالت :
لم أعهد منك هذا الإصرار على ملاقاتي . .أو هذا الإنتظار  .. أجاب أحمد :
لم أقدر فعلا حاجتي لك ¡ فقدرها طول ذاك الأنتظار . . فارحمي ضعفي وعتابك . .وأنت من يترجم لغة القلوب . . ضحكة نور ضحكة تعبر عن براعة أحمد 
وذكاءه .
 طارت نور نحو النافذة . . وأخذت تتأمل تجاه الأفق البعيد . . " أحمد سوف أغني لك اليوم أغنية الحياة ¡ أريدك أن تحب الحياة ¡ فأنت شاب مقبل على هذه 
الحياة ¡ وأنا عصفورة كثيرة التجوال والترحال .
مع إني التقيت بك وضمت روحي روحك خارج حدود الإدراك ¡ إلا أني عصفورة ولن تكون العصفورة إنسانا ¡ هذه حدودي وهي مشيئة الله . . 
قال أحمد : ليتك تشدين بصوتك فأحاول أن أفهم معانيكي بقلبي وروحي ¡ فأكون عصفورا ولا تكوني سوى نورا. . 
أخذ أحمد يردد بقلق : هل ستغنين لي ¡ ¡ وتنشدين ¿ ¿ 
فأنت من يعلم بعد الله حبي لصوتك الجميل .
قالت العصفورة الجميلة : لابد أن أغيب يا أحمد . . ولابد من الوداع . .
أعتقد أحمد أن أمرا غريبا سوف يلاقيه اليوم
ولم يتوقع هذا الحلم المزعج ¡ تمهيدا من الله عز وجل لهذا الأمر الصعب .
أحس من كلام نور ¡ فالوقت قد حان لهذا الوداع " طول عمري بخاف من الحب. . وسيرة الحب ..وظلم الحب لكل أحبابه " .
لن يكون لأحمد الحق الكامل في نور لأختلاف الذوات وقيود الحرية¡ ولن يكون لنور الحق الكامل في أحمد لأختلاف النوع  .
أوشك النهار على الرحيل  . . قال أحمد : لن تعودي يا نور¿ ¿ !! هل هذه لحظة وداع ¿ ¿ 
أجابته العصفورة : أنت موطني يا أحمد ¡ ولقائنا دوما على ذاك الشاطيء الوردي برماله الذهبيه ¡ سوف أكون دائما بإنتظارك على ذاك الكرسي
¡ أعد لك كل يوم كأسا من العصير . . فنجلس أمام الشاطيء ¡ ونتابع أمواج البحر موجة تلو الموجه . . 
سوف تكون بالتأكيد هناك ¡ ¡ اليس كذلك يا أحمد ¿ ¿ 
أغرق أحمد في موقف بين الخيال والتأمل ! !
والتزم الصمت
مدت نور جناحيها بعمق الحياة . . متجهة أطراف الغروب . .
وما زال أحمد عند تلك الشرفة يراقب غيابها
ويرقب أطياف المدى البعيد
وينتظر . . وينتظر . . وينتظر . .!!
	 
	
	
	
		مشاركة: نــــــــــــــور والطفل أحمد
	
	
		الذكرى ناقوس لا ينتسى
يبقى في الجسد ما بقى
	 
	
	
	
		مشاركة: نــــــــــــــور والطفل أحمد
	
	
		(((( مع إني التقيت بك وضمت روحي روحك خارج حدود الإدراك ¡ إلا أني عصفورة ولن تكون العصفورة إنسانا ¡ هذه حدودي وهي مشيئة الله )))))