محكمة افتراضية

http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png يمثّل التحول التقني والرقمي المذهل للمملكة ملمحاً حضارياً يدفع بنا إلى مصاف الدول الكبرى، بل نستطيع الجزم بأننا فُقناها تقنياً؛ وما تحقيق المملكة للقفزة النوعية في مؤشر الأمم المتحدة إلا مؤشر صادق على هذا التحول المذهل، فقد قفزت المملكة مراكز متقدمة على مستوى العالم وكانت ضمن التصنيف الأعلى لمؤشر تطور الحكومة الإلكترونية ما يعكس تجسيد مستهدفات ومرتكزات الرؤية 2030 واقعاً ملموساً نفخر به.
دعم القيادة للمرفق العدلي وإطلاق العديد من التشريعات والأنظمة غير المسبوقة يؤكدان أن هذا المرفق في قلب اهتمام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده اللذان مكنانا من مواكبة التطورات والمستجدات والمتغيرات على مستوى العالم والتفاعل معها بإيجابية ما ساهم في درء الضرر عن وطننا ومواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية عبر ترسيخ منظومة قضاء تميزت بالسرعة سواء في فصل المنازعات أو من حيث تطبيق نهج الشفافية والموضوعية المحضة.
اليوم يتواصل هذا التفوق التقني عبر مشروع مذهل يتمثل في تدشين المحكمة الافتراضية للتنفيذ، والتي تختصر إجراءات التنفيذ من 12 خطوة إلى خطوتين فقط، وذلك دون تدخل بشري منذ بدء الطلب وحتى إعادة الحق، وذلك لسندات التنفيذ الإلكترونية الموثقة عبر منصة (نافذ).
ويعد المشروع أحد المشروعات الاستراتيجية لوزارة العدل، ويندرج ضمن برامجها في التحول الرقمي والتي تسهل الخدمات على المستفيدين، وتحسن إجراءات التقاضي، وتحقق العدالة الناجزة، وتقلل الجهد والوقت اللازمين للحصول على الخدمات بكفاءة وجودة عالية، وهذه المحكمة كما يشي الاسم؛ محكمة ذات بنية رقمية تضمن إنجاز جميع إجراءات التنفيذ بشكل آلي من دون أي تدخل بشري، وتهدف إلى تسهيل الخدمات على المستفيدين وتحقيق التحول الرقمي المتكامل وكذلك تعزيز تنافسية المملكة ودعم بيئة قطاع الأعمال.
هذا التدشين لا يقف أثره وقيمته على القفزة التقنية وإنما يتجاوزها إلى نجاح مملكتنا في تحقيق العدالة الناجزة وسرعة إيصال الحقوق دون تدخل بشري، فالمحكمة الافتراضية تقوم بالتدقيق في المطالبات وإحالتها ثم إصدار القرارات وتحصيل الأموال ومن ثم إنهاء الطلبات بعد أن كان يتم التقديم باستخدام الأوراق ومع إلزامية للمحاكم والسداد بالشيكات والنقد عبر صندوق المحكمة والمخاطبات تتم مع الجهات ذات العلاقة ورقياً.
شعور مدهش يتملكك وأنت ترى أننا نعيش عصراً تقنياً يشهد تحولات وخطوات تطويرية أبرزها التحول الرقمي الذي عزز القدرات الرقمية للمحاكم ويسر الإجراءات واختصر الوقت والجهد على المستفيدين كل هذا عبر حيز تقني إبداعي.




http://www.alriyadh.com/1942809]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]