استحقاق السلام

http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png كيف يمكن قراءة اعتداءات الميليشيا الحوثية الإرهابية على المملكة، وتصعيد هجماتها الإجرامية، وفي ذات الوقت إطلاقها مبادرة فارغة لوقف النار؟، الإجابة ببساطة تكمن في عبارة واحدة.. «الأسلوب الإيراني»، فهذا ديدن النظام الثوري الراديكالي في طهران منذ 1979م، وهي سياسة مراوغة لشراء الوقت، وتحاشي خطر السقوط في اللحظة الأخيرة، وهذا يظهر مدى التماهي بين الميليشيا الحوثية ووكيلها أو بالأحرى مسيرها الإيراني، وحجم الاستتباع لأجندة طهران، على حساب اليمن ومصالحه وسيادته، وبأكلاف باهظة يدفعها الشعب اليمني من دماء أبنائه وسلامته وأمنه، في أقبح صورة للتنكيل بأشقائه في الوطن.
بهذا المعنى يمكن فهم سلوك الميليشيا الحوثية في ضوء تطورات المفاوضات الغربية مع إيران حول ملفه النووي، فعلى إيقاع المناورات الإيرانية مع مفاوضيها الدوليين يتحرك الحوثي تصعيداً وتهدئة، غير مدرك أنه ليس سوى أداة بيد النظام الإيراني، سيرميها ما أن يحقق أهدافه، وسيجد الحوثي آنذاك أنه خسر الجميع، وبات عنصراً منبوذاً في اليمن، والمنطقة برمتها، وفي هذا السياق ستكون مشاورات الرياض فرصة ثمينة للحوثيين لإعلاء منطق الواقعية، والتراجع عن مشروعهم المستحيل للهيمنة على اليمن، والانخراط فوراً في حوار سياسي شامل مع شركائهم في الوطن، وصولاً لسلام وأمن اليمن، وإيقاف هذا النزيف المؤلم.
آن للحركة الحوثية أن تستمع لصوت العقل، وتنفصل عن المشروع الإيراني الدخيل على اليمن وعلى المنطقة، وأن تكف عن محاولات الهروب للأمام، والتنصل من استحقاقاتها، فدعوة مجلس التعاون لحوار يمني - يمني في الرياض، فرصة لطرح كل المطالب والهواجس على الطاولة للوصول بالحوار للهدف المنشود باستتباب اليمن واستقراره، لا سيما ونحن على أبواب شهر فضيل، شهر رمضان الذي تتجلى فيه معاني الرحمة والسلام، ولعله هذا العام يكون تاريخاً لإنجاز السلام اليمني الذي طال انتظاره.




http://www.alriyadh.com/1943075]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]