التعافي من التطرف

http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png تُعد العقلية المتطرفة من العقليات المعقدة التي تقودها للدخول في عالم التطرف وربما الإرهاب العديد من الأسباب، وربما يصعب عليها لاحقاً الخروج الفعلي من هذا العالم. حيث أثبتت الدراسات العلمية أن بعض المتطرفين تظل لديهم القابلية للعودة لتطرفهم حتى بعد انشقاقهم عن جماعاتهم المتطرفة، فالأمر لا يمكن اختزاله في مجموعة غرر بها؛ لتمضي في طريق التطرف فترة زمنية معينة وتنشق لاحقاً عن مجموعاتها المتطرفة عندما اكتشفت الحقيقة.
ففي دراسة بعنوان: "ماذا يقول المتطرفون السابقون وعائلاتهم عن التطرف ونزع التطرف في أمريكا؟"، قامت مؤسسة راند (RAND) البحثية بإتمام دراسة عن التطرف في أمريكا تم فيها مراجعة كل الأدبيات المتعلقة بالموضوع، والاطلاع على ملفات بعض المتطرفين لدى بعض الجهات الأمنية، وإجراء المقابلات الشخصية كذلك معهم ومع أسرهم. وقد توصلت هذه الدراسة إلى العديد من النتائج المهمة.. ومن أهمها وجود خلل في الصحة العقلية لهؤلاء المتطرفون. فــ17 حالة من أصل 32 تمت مقابلتها والتعامل معها كان أصحابها يعانون على المستوى العقلي والنفسي حيث التعصب، والغضب القوي، والعقلية الجامدة، وغيرها من الأعراض الأخرى التي كانت وراء الانضمام إلى المنظمات المتطرفة. كما تم ذكر الصدمة أو اضطراب ما بعد الصدمة، وتعاطي المخدرات، وقضايا الصحة البدنية، ولكن بشكل أقل تواترا ضمن أسباب التطرف.
وكان من بين الأسباب كذلك التي دفعت هؤلاء المتطرفين للانضمام إلى هذه الجماعات بعض المشاكل النفسية والاجتماعية كالإيذاء، والوصم، والتهميش بحسب ما أفادت به 16 حالة من الحالات الـ 32.. وخلصت هذه الدراسة إلى أن بعضا ممن تمت مقابلتهم ما زالت لديهم القابلية للعودة إلى التطرف مرة أخرى (نكسة التطرف).
وتذكرنا هذه الدراسة بدراسة: "رحلة إلى التطرف في أفريقيا.. العوامل والحوافز ونقطة التحول للتجنيد" التي أعدها "برنامج الأمم المتحدة الإنمائي"؛ لقراءة الأسباب الاجتماعية والسيكولوجية والتعليمية التي تدفع الشخص للانضمام إلى تنظيم "متطرف عنيف"، وذلك من خلال مقابلات مباشرة أجراها الباحثون مع "متطرفين" انخرطوا في تنظيمات إرهابية. حيث تتشابه مع هذه الدراسة في النتائج والتوصيات. وهذا يطرح السؤال المنطقي التالي: كيف لنا التفريق بين المتعافي من التطرف بشكل تام، والذي ما زالت لديه القابلية الفكرية للعودة للتطرف؟.




http://www.alriyadh.com/1946353]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]