نشرة مدرسية لن أنساها

http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png حصلت مضاربة في المدرسة وقت دراستي المتوسطة، آنذاك صَدَرَت نشرة مدرسية يكتبها بعض الطلاب بإشراف مدرّس، وأتى الخبر بطرافة، يُشبّه أحد الطالبين - صغير وسريع - بالمصارع سنوكا الطائر، والآخر بأندريه العملاق لطول الطالب، واستمر الخبر الفكاهي حتى أتى على آخر تلك المشاجرة، وضحكت عليها سنين، وتلك النشرة الأسبوعية حَوَت عدة أركان ممتعة منها مقابلات مع الطلاب وسؤالهم عن أشياء مفضلة لديهم مثل الطعام واللون المفضل، أخبار عن المدرسة لكن مع رأي الكاتب وليس بسرد إخباري مُضجِر، وما إلى ذلك.
أعجبني أن النشرة خرجت عن الإطار المعتاد للمجلات المدرسية الجامدة التي تخضع لقواعد نشر صارمة تجعلها محدودة ومملة، لا إبداع ولا تجديد، لا يكترث أحد بقراءتها حتى لكأنها منهج دراسي. لا أدري ما وضع المدارس والجامعات اليوم من هذا الوجه لكن كم ستطلق المؤسسات التعليمية سراح إبداع هائل محبوس في نفوس الطلاب ينتظر من يخرجه، خاصة تحت إشراف عقول أدبية وعلمية ناضجة لا يتجاوز تدخلهم بعض التصويب عن بُعد وليس تدقيقاً وفحصاً مشدداً، ولا أشد مْوَتاً للإبداع من سجن الشخص في قالب محدد يجب ألا يحيد عنه.
اليوم لدى النشء حرية النشر على مدونات ومنتديات في الإنترنت، وهذا لم يكن متوفرا في السابق، لكن نشر الشخص في مدرسة أو جامعة باسمه وتحت تصويب خبرات الأساتذة أفضل للشباب، والتصويب والنقد البنّاء أفضل لمهاراتهم ونفسياتهم من السلبية التي تأتي من مجهولين على الإنترنت والتي تحركها الغيرة أو العبث أحيانا.
لا أدري ما حال الصبيان الذين كتبوا تلك النشرة، لكن لو خمّنت فأظنهم من الكتّاب المبدعين اليوم.




http://www.alriyadh.com/1950842]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]