لغات أخرى وخصالها الظريفة

http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png تبدو اللغة العربية طبيعية لنا لأننا نشأنا عليها، غير العرب سيرون فيها غرائب حتى بعد أن يتعلموها، ونحن كذلك نرى غرائب في اللغات الأخرى لو تعلمناها، لأن الكل يحكم انطلاقاً من لغته، وبينما هناك أشياء مشتركة في الكثير من اللغات (الضمائر مثلاً)، هناك لغات تتفرّد بغرائب، منها لغة "تويوكا"، لا يحكيها إلا قبيلة فيها أقل من ألف فرد في البرازيل، فعندما تقول عبارة فإن اللغة تفرض عليك أن تذكر أصل العبارة للمستمع، مثلاً في العربية والإنجليزية والكثير من اللغات يمكن أن تقول: «ذهب الرجل إلى العمل»، لكن في لغة تويوكا هذه غير سليمة، يجب أن تكون: «ذهب الرجل إلى العمل لأني رأيته وهو يذهب للعمل»، وفي أبسط الأحوال مقبول أن تستبدل الجزء الآخر بعبارة "أنا أفترض". أيضاً من غرائبها أنه بينما العالم لديه جنسان ذكر وأنثى فإن في لغتهم قرابة 140 جنساً تشمل حتى الجمادات مما يعقد اللغة جداً، بل هناك جنس مخصص للأشياء التي تشبه اللحاء المتقشّر من الشجرة!
في غينيا الجديدة لغة اسمها "بيريك" تصر أن يذكر المتحدث الوقت بل المكان حتى لو كانت الجملة مفهومة بدونهما، ففي العربية نقول "شربت قهوة" وهذه سليمة ومفهومة، لكن لغة بيريك تتطلب أفعالها أن تقول "شربت قهوة صباحاً"، وفي بعض السياقات "شربت قهوة صباحاً في كشك بجانب الشاطئ"، وهذا التفصيل المبالغ فيه رأيت فيه شبهاً من اللغة الإنجليزية التي تحوي تفصيلات كثيرة، فنحن نستخدم كلمة سيارة لتشير إلى كل أنواع السيارات، بينما في الانجليزية هناك car (سيارة) وSUV (دفع رباعي) وpickup truck (شاحنة بيك أب)، ولو وصفت البيك أب بكلمة "سيارة" لأثار هذا بعض الحيرة!
بينما اللغات كثيراً تترك مساحة للإبهام والغموض المتعمد فإن هناك لغة فريدة تتكلمها قبيلة شمال باكستان، اسم اللغة "بوروشاسكي"، عكس اللغات التي تتفرع من عوائل لغوية فإن هذه اللغة تُصنّف أنها لغة معزولة، مثل اللغة الكورية ولغة الباسك، ليس للغة المعزولة أخوات مثل العربية، فلغتنا تتفرع من مجموعة اللغات السامية الغربية والتي أتت من السامية، والسامية الغربية تفرع منها العربية والعبرية والأرامية والإثيوبية، وتجد خصائص فريدة في بوروشاسكي منها الدقة البالغة، فنحن نقول "فُتِح الباب" أو "فُتِح الباب بصريرٍ مزعج" أي نضيف الصفات التي توضح صوت الباب لما فُتِح، لكن بوروشاسكي لها كلمات مستقلة، فمثلاً في نفس مثال الباب فإن الفتح الصامت له فِعل، والفتح الذي له صوت خفيف له فِعلٌ آخر، والباب الذي يُفتح ويصدر صوتاً عالياً له فِعل ثالث، وهكذا للكثير من الأمور، وعليك حفظها كلها!




http://www.alriyadh.com/1955698]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]