الفيلم الأنثولوجي أو فيلم المقتطفات

http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png حين ربح فيلم قوارير الجائزة في مهرجان أفلام السعودية، قال كثيرون كيف يعد ذلك فيلماً طويلاً، لم يخطر ببالي ذلك السؤال، كان الفيلم بالنسبة لي ممتعاً، يتحدث بشكل مترابط عن موضوع واحد، في خمس حكايات لخمس مخرجات وأربع كاتبات. وكعادتي حين يصادفني سؤال، سواء كان مني أو من غيري أسأل غوغل قبل أن أجيب، أو أعلق، وحين بحثت وجدت الإجابة
فيلم المقتطفات هو عبارة عن فيلم طويل مكون من عدة أفلام قصيرة، يمكن أن ترتبط ببعضها في الموضوع، بدون أي ارتباط آخر، قد تكون لمخرج واحد أو عدة مخرجين، هناك العديد من الأفلام العالمية المعروفة التي صنعت على هذا المنوال، أحد الأفلام الأمريكية التي شاهدتها من هذا النوع كان اسمه The Ballad Of Buster Scruggs. أخرجه الإخوة كوين، وقام ببطولته عدة ممثلين مشهورين من الصف الأول.
في نفس المهرجان، مهرجان أفلام السعودية، تم عرض فيلم "لو كان يطيحو لحيوط" للمخرج المغربي حكيم بلعباس، وهو كان رئيس لجنة التحكيم للأفلام القصيرة في المهرجان، كان ذلك العرض الثاني لفيلمه، استحوذ هذا الفيلم على إعجاب وتأثر كل من حضره، وهو بالتأكيد ينتمي لفئة أفلام المقتطفات، وكان الفيلم يحمل 18 حكاية، ليس فقط خمس كما في قوارير.
وبينما كانت حكايات بلعباس تعتمد على القصص التي سمعها في طفولته، وتجري أحداثها في البلدة التي كانت مسقط رأسه، فإن قوارير كما يوحي اسم الفيلم يتحدث عن أحداث جرت لإناث في مختلف الأعمار، في بيئات متشابهة.
فيلم الأنثولوجيا، هو نوع من الأفلام، الطويلة، كما هي كتب المختارات، التي تضم عدداً هائلاً من المقتطفات المنوعة، التي ترضخ لمعنى ما يقصده الكاتب، هذا النوع من الكتب معروف جدا لدينا نحن العرب، فمعظم كتب الأدب القديمة تعتمد على ذلك، لكن بما أن السينما جديدة علينا، يبدو أننا لم نتعرف بعد على هذا النوع من الأفلام، أو يمكن للبعض أن يربكه أو لا يستسيغه، المهم في النهاية أن تكون الأفلام القصيرة التي كونت الفيلم الطويل مصنوعة بجودة عالية، وأن القصص التي تحكيها الأفلام قصص منقولة بحرفية عالية، وهذا ما رأيناه ورأته اللجنة التي قررت منح الجائزة لقوارير.
ومما رأيت في المهرجان، فأنا أعتقد أنه فيلم يستحق الجوائز، وأتمنى أن يعرض في دور السينما، وأتمنى أن يحضره الجمهور السعودي، وأتمنى أن تخصص السينمات وقتاً للأفلام السعودية وتدعمها، خاصة الأفلام الجيدة مثل هذا الفيلم.
كلمة أخيرة أريد أن أحيي فيها الممثلة الشابة الجميلة في فؤاد، التي قامت بدور رائع وجريء، بدون مبالغة في الأداء وبشكل محترف.




http://www.alriyadh.com/1956652]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]