الفـراق

http://www.alriyadh.com/media/thumb/...a45228d727.jpg الفراق يؤلمني وقد يمرضني، فأعود إلى نفسي أسليها علّها تَكَن بما أقوله لها من أكاذيب ووعود بعودة مفارقها! أصبحت نفسي معتادة علي، على وعودي الكاذبة، فكثير ممن فارقوها لم يعودوا، بل إن بعض هؤلاء طعنوها دون أن تفعل لهم شيئًا غير المحبة؛ فهل تعاقب المحبة بالطعن؟! أذكر أني قلت لنفسي؛ عليك أن تتحلي بالقوة وتقومي بنسيان أولئك الهاجرين لك، عاقبيهم بالنسيان، وإن كنت غير فاعلة فلعلك تذكري أصواتهم، ملامحهم، الزمان الذي عبرنا من خلاله! لكن شيئًا من هذا لم يحدث عدا الأنس بالذكريات التي خلفوها كي تبقى عذاباتي، ثم أتعب من هذا الحال فأسقط أرضاً دون أن يشعر بي أحد! نحن لا نبكي على من نفارقهم، بل نبكي لأننا لم نستثمر أوقاتنا معهم، حتى كلمات المزاح نعود فنقرؤها كما هي في المعجم فنندم أن قلناها لهم لأنها نوع من القسوة التواصلية معهم، لاحظوا؛ حتى التداول يتغير بعد الفراق! كم عدد الذين فارقوك؟ هل أصبحت قادراً على الاستغناء والبقاء وحيداً؟ أليس كل لقاء هو بداية لفراق جديد؟! يمكننا القول إن الذاكرة لا يمكن أن تبقى خالية من الأحداث والشخصيات، والمؤلم أن تكون محتفظة بمن لا يعرفك! من كانت ذاكرته خالية من صورتك، وكأني لا شيء عنده! يبدو أن الذاكرة تبكي على الدوام، وبكاؤها هو البقاء الدائم على ذكر من تبكي عليه، بكاؤها؛ تصورات ذهنية لا يمكن أن تتحول إلى واقع! لعل من الغرائب أن الزمن يصبح هو الآخر عدوًا بعد الفراق، فبعد أن كان سريعًا معهم، أصبح الآن بطيئًا وكأنه يحتضر!




http://www.alriyadh.com/1956924]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]