المرور وخطبة الجمعة

http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png شاهدت مقطعاً مصوراً تظهر فيه ثلاث سيارات تسير بسرعة جنونية في أحد الشوارع الحيوية داخل إحدى المدن، فقد أحدهم السيطرة على سيارته واصطدم بمركبة تسير بأمان على الطريق مما تسبب في انقلابها ليتحول المشهد من لعب وتحد بين مجموعة من الشباب إلى كارثة أصيب فيها طرف بريء.
أصبحت مثل هذه المشاهد مزعجة جداً، ابتداءً من الممارسات المستفزة مثل عدم احترام طوابير المرور عند المخارج وانتهاك حق الملتزمين بمساراتهم، وانتهاء بالممارسات الأكثر خطورة مثل القيادة المتهورة التي تهدد حياة الآمنين في الشوارع.
الكثير ممن يقومون بهذه الممارسات يتمتعون بقدر من اللباقة التي تمنعهم من انتهاك حقوق الناس الذين يقابلونهم وجهاً لوجه في الحياة العامة، فقد يحترم مثل هؤلاء الطابور في المطار أو في السوبرماركت لأنهم فقط يعلمون عواقب انتهاكهم لحقوق المصطفين من توبيخ لفظي وغيره، لكن في سياراتهم يعرفون أنهم بمعزل عن المناوشات اللفظية، ولهذا ينتهكون حقوق الآخرين دون أدنى شعور بالخوف.
أما النوع الآخر الأكثر تهوراً فهو يملك ثقة متطرفة في نفسه ويقيناً بأنه قادر على المناورة بسرعات جنونية والتحكم في سيارته إلى أن تحدث الكارثة وربما يتسبب بوفاة عائلة بأكملها، عندها ربما يتعلم الدرس. لكن لا يمكن ترك مثل هؤلاء ليستوعبوا الدروس ويكفوا أذاهم عن الناس بعد أن يتسببوا في كوراث للأبرياء.
الكثير من هؤلاء المتهورين ومنتهكي حقوق الآخرين لديهم نزعة دينية بحاجة للإيقاظ، وذلك عبر إعطاء الجرائم التي يرتكبونها في حق الآخرين مسماها الصحيح، فمن يتسبب بتهوره في إعاقة دائمة أو وفاة لشخص بريء يعتبر مفسداً في الأرض وقاتلاً، ومن يأخذ حق الآخرين في الطريق وفي المخارج هو ظالم متعدٍ على الحقوق. وهنا أعتقد أن وزارة الشؤون الإسلامية ممثلة في الجوامع وخطباء المساجد يجب أن تدخل بثقلها لتخاطب هذه الشريحة من الناس وتذكرهم بأن ما يفعله المتهورون في قيادتهم لا يختلف عما يقوم به الإرهابيون، خاصة أنها تهدد أرواح الأبرياء، وأن انتهاك حقوق الآخرين في الطريق من خلال كسر طابور السيارات هو ظلم وتعد على الآخر، لا يسقط عنه إلا إذا سامحه جميع من تعدى على حقوقهم.
خطبة الجمعة هي منبر مؤثر جداً خصوصاً في موضوع كهذا، لكن تحتاج إلى اختيار الرسائل المناسبة وتسمية تلك الممارسات بأسمائها الصحيحة والحديث بشكل صادم وصارم عن عواقبها.




http://www.alriyadh.com/1958858]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]