ذا فرنش ديسباتش

http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png وتمت ترجمته إلى الوفد الفرنسي، هو فيلم أميركي أخرجه ويس أندرسون، من نوع الأفلام التي يمكنك أن تستمتع بمشاهدتها أكثر من مرة، وفي كل مرة تكتشف أشياء جميلة لم تكن قد انتبهت لها في المرة الأولى.
رأى فيه بعض النقاد أنه يحمل تحية إلى الصحافة والصحفيين، والذين عملوا في الصحافة يمكنهم أن يتعرفوا على شخصية رئيس التحرير النبيل الذي يعرف قدرات المراسل الجيد ويستطيع توظيفها، ويفهم كيف يقرأ التحقيق الصحفي ويكتشف مواضع القوة أو الضعف فيه، رئيس التحرير الذي تموت المجلة بموته، أو أنه يأمر بإغلاقها، لأنه يعرف أنها لن تستمر بعده بالوهج نفسه أو على الأقل بالمصداقية نفسها.
يحكي الفيلم ثلاث حكايات مختلفة، تحدث في المدينة الخيالية نفسها، يكتبها ثلاثة كتاب بارزين يعملون للمجلة، والثلاثة هم جزء من الحكاية، جانبي أو أساسي، ويسبق الحكايات تعريف للمدينة وزواياها بقلم أحد الكتاب أيضاً.
من الصعب تصنيف الفيلم، هل هو كوميدي، درامي أو حتى كما أطلق عليه ريتشارد برودي ناقد النيويوركر أنه فيلم حركة. لكن بالتأكيد أنه فيلم مرح، ظريف، جميل، وأقصد بالجمال، لقطاته وأزياءه وديكوراته وأفلام الرسوم المتحركة المصاحبة له. خفة الدم مصاحبة لكل الأحداث، والحوار، وردود الأفعال، حتى لقطات العنف، لا تجعلك تشعر بأي نوع من التقزز، أو النفور، كل شيء مغلف بحالة رومانسية غريبة تجعلك تتقبل كل الأحداث باسترخاء مذهل.
الحكاية الأولى عن فنان قاتل يبدأ فنه في السجن، حيث ملهمته هي السجانة التي تنشأ بينما علاقة ويبدأ في رسمها ويشاهد اللوحة تاجر فنون، يعجب بها ويقرر أن يستثمر في أعمال هذا الفنان المجرم. بالنسبة لي كانت هذه أجمل حكاية.
كل حكاية مدتها تقريباً نصف ساعة، الحكاية الثانية كانت عن طالب ثائر، والحكاية كما الحكاية السابقة، تبدو عناوينها جادة للغاية، لكنها تروى بطريقة غاية في المرح والسخرية، والصحفية التي تحكي الحكاية تقيم علاقة بهذا الطالب مع فارق العمر الكبير بينهما، ثم تتركه لزميلته التي كانت تتحداه وتعارض أفكاره.
الحكاية الأخيرة كانت عن طباخ، يطبخ لعسكري ذو رتبة عالية، يتم خطف الابن، ويتبع ذلك محاولات لإعادة الابن المخطوف ودور الطباخ الشهير في إتمام ذلك.
كل الحكايات فيها الكثير من الإنسانية، من المرح، من الأفكار، من الجمال، من الخيال. فيلم عميق، عليك أن تشاهده باسترخاء تام، ومضغه على مهل.
فيلم ممتلئ بالنجوم الكبار الذين تعودنا على أفلامهم العميقة، فيلم أوصي به بشدة.




http://www.alriyadh.com/1961554]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]