«أحادية الرؤية» والتطرف

http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png تعتبر "أحادية الرؤية" أحد مظاهر الانحراف الفكري والتي لم تنل نصيبها من التركيز سواء في الأبحاث الأكاديمية أو البرامج التوعوية، وربما أن أحد الأسباب هو حداثة المفهوم في علم النفس والدراسات ذات العلاقة. وأحادية الرؤية هي الفكر المنغلق الذي يعتقد بأحادية المدخلات بدلاً من تعددها، وبإطلاقية الحقيقة بدلا من نسبتها. وهي بذلك تمثل انغلاقاً فكرياً إزاء القضايا والمشكلات التي يمر بها الإنسان سواء على الصعيد الشخصي أو المجتمعي. وبالتالي يعبر هذا المفهوم عن عدم القدرة على التكيف مع الحياة المجتمعية. وتزداد خطورة هذا النوع من الانحراف الفكري في عالم اليوم الذي يمر بتحولات كبيرة، مما يتطلب من الإنسان القدرة على مواجهتها وعلى رأسها التعددية في الفهم والاتجاهات والتحولات التي تتطلب من الإنسان المرونة الفكرية والشخصية الكافية للتعامل معها.
تعد أحادية الرؤية انسحاباً للداخل يغلق معه الفكر ويصبح - وفي سبيل الدفاع عن نفسه - إقصائياً لكل ما هو مختلف. تبدأ أحادية الرؤية بما أسماه (فام وحنفي) بالعدوانية الموجهة نحو الذات بحرمانها من مصادر المعرفة المتنوعة، وصولاً إلى العدوانية الصريحة الموجهة للآخر والتي تستهدف استبعاده من الوجود. وهذا يفضي إلى استحالة التعايش مع الآخر وقبول التعددية الثقافية. تقود أحادية الرؤية إلى رفض كل ما هو جديد حتى وإن كان إيجابياً لعدم قدرة صاحب هذا الفكر المنغلق على استيعاب الأفكار الجديدة الإيجابية التي تصب في مصلحته ومصلحة وطنه. والنتيجة يجد أصحاب هذا الفكر أنهم متخلفون عن غيرهم، ورافضون للآخر المختلف، وغير قادرين عن التكيف مع التطورات العالمية المتلاحقة، وهذا يجعلهم بيئة خصبة لانتشار الأفكار المتطرفة والإرهابية.




http://www.alriyadh.com/1967661]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]