هيرفي.. والهارفون

http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png ما إن أعلن البروفيسور الفرنسي هيرفي رينارد قائمة الأخضر السعودي لمواجهتي الإكوادور وأمريكا في معسكر إسبانيا استعدادًا لمونديال قطر إلا وهبَّ (الهارفون) بما لا يعرفون لتوجيه سهامهم السامَّة نحو المدرب الفرنسي، وهنا لا أتحدث عن أولئك الذين عبروا عن آرائهم وطرحوا انتقاداتهم وتساؤلاتهم وأبدوا استغرابهم وتحفظهم من قائمة هيرفي بأسلوب لا يتجاوز حدود النقد وحرية الرأي ولا يصل إلى خطوط (التجييش) و(التلطيش) و(التشييش) للشارع الرياضي ومدرجات الأندية باستخدام نظرية المؤامرة والاستقصاد لهذا النادي أو ذاك لتبرير غياب اللاعب (فلان) أو اللاعب (علّان) عن قائمة الأخضر؛ بل أقصد الهارفين الذين يتنفسون سوء الظن ويعتاشون على تهييج البسطاء ويحترفون تلويث الوسط الرياضي بطرحهم الثوري الذي يبقيهم في دائرة الضوء وحديث المجالس!.
يروجون بخبث أسبابًا كاذبة لاختيار هذا اللاعب أو غياب ذاك، ويسوقون للغة المظلومية التي رضعوها في أنديتهم ليصوروا للناس بأنَّ رينارد مهتم بمجاملة هذا النادي أو مناكفة ذاك، أو أنَّ هناك من يسيطر على رينارد واختياراته ليفعل ذلك؛ وهؤلاء الغوغاء من الإعلاميين والدخلاء على الإعلام يستغلون صمت وحلم المسؤول، ويستغلون هامش الحرية الموجود في الإعلام الرياضي استغلالًا بشعًا، وهم للأسف ناس (تخاف ما تختشيش)!.
أعود لأؤكد أن التعاطي مع قائمة المنتخب والنقاش حولها وإبداء التأييد أو المعارضة لبعض الاختيارات، أو المطالبة بضم لاعبين يُعتقد أنهم يستحقون الانضمام أمر طبيعي ومتاح ومباح، لكن إقحام المنتخب السعودي ومدربه في مناكفات إعلام الأندية والافتراء على مدرب المنتخب ومسؤوليه بأنهم يمارسون التمييز بين اللاعبين بحسب انتماءاتهم وأنديتهم أمرٌ سيساهم بلا شك في تفكيك وحدة الشارع الرياضي السعودي والتفافه حول الأخضر قبل المشاركة العالمية، وقد نجح هؤلاء الهارفون في ذلك مراتٍ عديدة؛ لذلك على المسؤولين أن يتدخلوا لوضع حدٍ لهؤلاء الذين يزرعون الشوك في وسطنا الرياضي، والتأكد من إبعاد هؤلاء المرضى والملوثين على الأقل عن الأخضر إن لم يتمكنوا من إبعادهم نهائيًا عن الإعلام وإعادتهم مرة أخرى إلى حيث يجب أن يكونوا في روابط أنديتهم بقمصان النوم و(بنت البكار)!.
قصف
أنا مع من يرى أنَّ المعيوف هو الحارس السعودي الأول حاليًا، وأنه الأكثر قدرة على حماية عرين الأخضر في المونديال؛ لكن لهيرفي رينارد وجهة نظر ومبدأ لا بد أن يحترما، وبقدر ما أتمنى أن يغير رينارد قناعته ورأيه في ضم المعيوف، بقدر ما أتمنى أن يكون ذلك بقناعة ذاتية منه وليس نتيجة ضغوط جماهيرية وإعلامية!.

التشكيك في لاعبي المنتخب والهمز واللمز في شارة كابتنية الأخضر ومتطلبات الحصول عليها وأحقية الحاصلين عليها أمرٌ مقزِّزٌ لا علاقة له بحرية الرأي ولا بالنقد المباح، وعلى المسؤولين عن القنوات والبرامج الرياضية أن يخجلوا من تقديم ضيوفٍ لا يفرقون بين الإثارة وبين قلة الأدب!.

تجديد عقد هيرفي رينارد حتى 2027 قرارٌ رائع صفق له الكثيرون؛ لكنه قرار يحتاج إلى شجاعة أكبر في التعامل مع (درباوية) الإعلام الرياضي الذين يؤججون بسطاء العقل والفكر والثقافة ويصنعون بهم ومن خلالهم صوتًا مزعجًا بل ومؤثرًا في بعض الأحيان على قرار المسؤول!.





http://www.alriyadh.com/1972376]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]