«خطر القصة الواحدة»

http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png العنوان أعلاه هو لمحاضرة رائعة قدمتها الروائية النيجيرية (شيماماندا نغوزي أديشي) على المنصة الحوارية الشهيرة TED، تحدثت خلالها عن خطورة خلق التصورات حول ما نجهله من خلال استقاء المعلومة من مصدر واحد. تطرقت الروائية إلى تجربتها الشخصية؛ فعندما بدأت الكتابة في مرحلة مبكرة في حياتها، كانت القصص التي كتبتها تتمحور حول الشخصيات التي كانت تقرأ عنها في الكتب الغربية. الشخصيات في قصصها بشرتهم بيضاء، عيونهم زرقاء يلعبون في الثلج ويأكلون التفاح ويتحدثون عن الطقس، رغم أن كل هذه المظاهر لم تكن تعايشها في بلدها نيجيريا، لا سيما وأنها لم تسافر أبداً ذلك الوقت وكان مصدرها الوحيد لهذا الخيال هو الروايات الغربية التي كانت تقرؤها.
تضيف شيماماندا: "نحن هشون وانطباعيون أمام القصص التي نسمعها من طرف واحد، تحدثتُ في جامعة بالولايات المتحدة، وقالت لي إحدى الطالبات إنه من المحزن أن الرجال في نيجيريا يمارسون العنف الجسدي على المرأة، كما هو بطل روايتك. أجبتها لأوضح لها خطورة التصورات المبنية على مصدر وحيد، أنني للتو فرغت من قراءة رواية (المعتوه الأمريكي) ومن المحزن أن الشباب الأمريكيين هم قتلة متسلسلون".
عندما سافرت الروائية إلى أمريكا للدراسة، ترسخ يقينها عن خطورة "المصدر الوحيد للقصة"، هناك حيث الأسئلة الغريبة التي طرحتها عليها زميلتها في السكن، تأكد لديها أنها تلقت معلوماتها من مصدر وحيد، لذلك تمحورت استفساراتها حول الصورة النمطية لأفريقيا، كانت تسألها، هل لديكم فرن في المنزل، هل تعجبك موسيقى القبائل، هل اللغة الإنجليزية دارجة في بلدك (في نيجيريا تعتبر الإنجليزية إحدى اللغات الرسمية)، تقول شيماماندا: "القصة من مصدر واحد تؤدي إلى خلق صورة نمطية stereotype ومشكلة الصورة النمطية قد تكون حقيقية لكنها ليست مكتملة، صحيح أن أفريقيا واجهت كوارث لكنها أيضاً تعج بالكثير من القصص والسرد الذي لا يعرفه الكثيرون".
خطر القصة الواحدة، أو استقاء المعلومة من مصدر واحد يترتب عليه معلومة خاطئة تتراكم لتصبح صورة نمطية، فأمريكا اللاتينية، مثلا، تكونت عنها صورة نمطية مغلوطة لدى الكثيرين، بسبب قصة واحدة روتها لنا هوليوود تتمحور حول شخص كسول يرتدي قبعة وشوارع ترابية والجميع متورط مع العصابات وتهريب المخدرات، لكن الواقع مغاير تماما، الكثير من الحقائق تكمن في تنوع مصادر السرد والتلقي، لكن الحقيقة الكاملة تكمن في معاينتك لها دون أن تروى لك.




http://www.alriyadh.com/1972728]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]