تركمانستان والمملكة.. تعاون مفيد

http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png أعلنت تركمانستان نفسها دولة مستقلة في خريف عام 1991، كان الاستقلال إنجازا ثمينًا لكل تركماني، وبتحقيق تركمانستان لاستقلالها، أتيحت لها الفرصة للذهاب إلى العالم الخارجي في حرية. ويرتبط حياد تركمانستان ارتباطا لا ينفصم عن استقلالها، لأن قيام الدولة أتاح لبلدنا الفرصة لتطبيق سياسته المستقلة في العالم، وتعرب تركمانستان صراحة عن موقفها من أي قضايا إقليمية أو دولية.
وقد ازدادت السمعة الدولية لتركمانستان، ففي 12 ديسمبر 1995، وبموجب قرار خاص من الجمعية العامة للأمم المتحدة، اعترفت هذه المنظمة ودعمت الوضع القانوني الدولي الدائم للحياد الذي أعلنته تركمانستان نتيجة للدعم الذي أجمعت عليه 185 دولة عضوا في ذلك الوقت.
وتحت قيادة فخامة رئيس تركمانستان، سردار بردي محمدوف، يجري اليوم تنفيذ سياسة خارجية متعددة الأطراف وشاملة تقوم على مبادئ وأهداف واضحة، وفي هذا الصدد، فإن الأنشطة المضطلع بها في إطار "مفهوم توجه السياسة الخارجية المحايدة لتركمانستان للفترة 2022 - 2028" الذي أعدته واعتمدته القيادة التركمانية مثال واضح على هذه السياسة.
وتركمانستان اليوم عضو في أكثر من 50 منظمة دولية رئيسة، وتقيم علاقات دبلوماسية مع 151 بلدا من بلدان العالم.
ومن بينها، التوقيع على الإعلان المشترك بشأن إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين في عشق أباد في عام 1992 كخطوة أولى في إرساء الأساس للعلاقات الثنائية بين تركمانستان والمملكة العربية السعودية الشقيقة كما هو واضح للعيان.
ويعد افتتاح سفارة تركمانستان في المملكة العربية السعودية وسفارة المملكة العربية السعودية في تركمانستان مثالا على المستوى الرفيع للعلاقات الدبلوماسية بين هذين البلدين.
يعتمد شعبا تركمانستان والمملكة العربية السعودية على العلاقات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية المستمرة منذ العصور القديمة، ويربط هذين الشعبين تقاليد ثقافية ودينية متشابهة، وتقاليد متقاربة، وماضٍ تاريخي، وعلاقات أخوية أقيمت على مدى قرون عديدة. في كل عام، يذهب عدد كبير من مواطنينا إلى المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج، وما فتئ التعاون في هذا الميدان مستمرا منذ الأيام الأولى لاستقلال تركمانستان.
أقامت تركمانستان علاقات صداقة ودية قائمة على التفاهم المتبادل مع دول العالم، وخاصة مع المملكة العربية السعودية، ويمكن التأكيد على أن أول زيارة تاريخية يقوم بها فخامة الرئيس السابق لتركمانستان قربان قولي بيردي محمدوف إلى المملكة العربية السعودية عقب انتخابه لهذا المنصب، شجعت على تعزيز وتطوير هذه العلاقات.
بالإضافة إلى ذلك، فإن العلاقات التركمانية السعودية، التي تتسم بطابع التعاون متبادل الفائدة، تفتح مراحل جديدة في العلاقات حتى اليوم، وعلى وجه الخصوص، قام فخامة رئيس تركمانستان سردار بردي محمدوف في الفترة من 1 إلى 2 يونيو من هذا العام بزيارة إلى المملكة العربية السعودية لمدة يومين لأداء مناسك العمرة، وتم تنظيم هذه الزيارة على مستوى عال من كرم الضيافة وحسن التنظيم.
وفي هذا الصدد، أعرب الجانب التركماني في 13 يونيو 2022، خلال المحادثة الهاتفية بين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية تركمانستان معالي السيد رشيد ميريدوف مع ووزير خارجية المملكة العربية السعودية صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، عن امتنانه الخاص للجانب السعودي على كرم الضيافة الرفيع المستوى وتنظيم الزيارة المذكورة أعلاه، مؤكدًا أنها كانت زيارة ناجحة.
وفيما يتعلق بالعلاقات التجارية والاقتصادية، ومن أجل تقوية العلاقات بين البلدين، تجدر الإشارة إلى أنه تم إنشاء المجموعة التركمانية السعودية الحكومية الدولية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي بين تركمانستان والمملكة العربية السعودية، وتتعاون هذه المجموعة بنشاط، وفي اجتماعات هذه المجموعة، يتم تحديد مجالات محددة للتعاون الثنائي في المجالات التجارية والاقتصادية والثقافية والإنسانية ومناقشة الأفكار حول سبل تطوير هذه المجالات في المستقبل.
في اجتماعات المجموعة، تجرى أيضًا مداولات بشأن مجالات تطوير التعاون الثنائي في قطاع الوقود والطاقة، وبالإضافة إلى ذلك، تقام الأيام الثقافية للبلدين بانتظام في تركمانستان والمملكة العربية السعودية لكي تتعرف الشعوب على ثقافات بعضها بعضًا.
وبمرور الوقت تصبح العلاقات التركمانية السعودية القائمة على أساس العلاقات الجيدة المتبادلة والثقة، أكثر غنى وتكتسب جودة عالية جديدة، نعتقد اعتقادا راسخا بأن هذه العلاقات ستستمر في التعزيز تحت قيادة القادة الحكماء للبلدين من أجل السلام العالمي وازدهار الشعبين التركماني والسعودي.
*سفير تركمانستان فوق العادة والمفوض
إلى المملكة العربية السعودية




http://www.alriyadh.com/1974145]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]