الموجة الصناعية المقبلة

http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png إذا كان الإنترنت قد غير العالم، فإنه سيستمر في تغييره مع كل تقنية تضاف إليه، فمع دخول عالم الميتافيرس الذي سيحول تجربة تصفح الإنترنت من عالم ثنائي إلى ثلاثي الأبعاد، سيصبح الإنترنت أكثر من منصة للمعلومات، ليكون عالماً مستقلاً بذاته، التحول الكبير الذي أحدثه الإنترنت حتى الآن جاء نتيجة للتقنيات التي بنيت عليه، لكن مع الانتقال إلى الجيل الثالث فمن المرجح أن صناعة البرمجيات مقبلة على مرحلة جديدة.
صناعة البرمجيات كما هو معروف من المجالات الحديثة عموماً، حيث نمت متأثرة بالإنترنت مع نمو التجارة الإلكترونية والمنصات الكبرى، ولعل أكثر ما يميز الفترة الأولى لظهور الإنترنت هو الطلب العالي على البرمجيات لاتساع التطبيقات المؤسسية والشخصية، مع استمرار نمو الطلب على البرمجيات حتى اليوم، ظهرت حلول جديدة لمضاعفة الإنتاجية من ضمنها ما يعرف بمنهج التطوير المنخفض أو التطوير الصفري.
يعتمد التطوير المنخفض أو التطوير الصفري على الحد من نسبة تطوير البرمجيات في المشروعات الجديدة. إذا أرادت شركة ما تطبيق مبدأ التطوير المنخفض أو الصفري فكل ما عليها هو تطوير برمجيات جديدة باستخدام برمجيات طورت سابقاً، في ما يشبه إعادة التدوير، مما يخفض من مدة التطوير وكلفته، خصوصاً مع انخفاض نسبة الأخطاء التي تتطلب إعادة التطوير والصيانة.
لا تعتمد صناعة البرمجيات اليوم على سرعة التطوير فقط، بل على جوانب أخرى مهمة أيضاً مثل الاختبار والدمج. وقد تطورت التقنيات الجديدة في مجال دمج البرمجيات واختبارها عبر أتمتة العمليات التشغيلية كما يحدث في خطوط إنتاج صناعة السيارات، الأمر الوحيد الذي ينقص أتمتة خط إنتاج البرمجيات أن البرمجيات تبدأ مصنوعة باليد، أو نسبة منها على الأقل، ثم تدخل خط الإنتاج لأتمتة الدمج والاختبار.
مع نمو الطلب على البرمجيات، سيكون من المتوقع البحث عن سبل أتمتة خط إنتاج البرمجيات بالكامل من بداية التطوير اليدوي أو شبه اليدوي إلى التشغيل في النهاية، الأمر الذي يحول دون اكتمال أتمتة خط إنتاج البرمجيات اليوم هو عدم القدرة عن التخلي عن التطوير التقليدي حتى مع التطوير المنخفض، ومع وجود التقنيات اللازمة لأتمتة أعلى فإن التحول المطلوب يحتاج إلى تحول ثقافي في الصناعة أكثر منه تحولاً تقنياً. فرغم وجود تقنيات تطوير البرمجيات ذات الأتمتة الكاملة مطبقة في صناعة برمجيات الأنظمة المدمجة في القطاع العسكري خصوصاً، فإنها لم تطبق في نطاق الأنظمة الكبرى بعد.
من المتوقع أن يدفع إنترنت الجيل الثالث بصناعة البرمجيات لأتمتة خطوط إنتاج البرمجيات كاملة للطلب المتوقع نموه مستقبلاً، وإذا انتقلت الصناعة إلى أتمتة التطوير وهو الجزء الأكثر تعقيداً في العملية البرمجية، فإن مهارات جديدة ستكون مطلوبة في سوق العمل، ولا يخفى على الجميع أن التحولات الصناعية الكبرى تمثل فرصاً كبيرة لتقليص الفجوات التقنية إذا استثمرت كما يجب.




http://www.alriyadh.com/1978648]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]