-
هل أنت إبراهيموفيتش؟
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png إبراهيموفيتش لاعب كرة قدم سويدي مشهور لعب في الكثير الأندية الأوروبية العريقة، ويعتبر دون شك أحد الأسماء اللامعة بين المهاجمين في أوروبا في العقد الأخير، لكن من المحطات التي لا تنسى في تاريخ هذا اللاعب هي الفترة التي لعب فيها في نادي برشلونة الإسباني، وكان المدرب بيب غراديولا كثيراً ما يترك إبراهيموفيتش في دكة الاحتياط ولا يسمح له بدخول الملعب إلا نادراً، وكنتيجة طبيعية لذلك انتقل إبراهيموفيتش بعد أشهر قليلة ليلعب في نادٍ آخر يستطيع أن يشارك فيه في المباريات كلاعب أساسي، وكمهاجم يعتمد عليه المدرب والفريق. بعد سنوات سأل أحد الإعلاميين إبراهيموفيتش: "من أعظم مدرب من وجهة نظرك؟"، وكانت إجابة إبراهيموفيتش بلا تردد هي:"بيب غراديولا!"، تعجب الإعلامي وراح يسأل مجدداً: "أليس هذه هو المدرب الذي كان يتجاهلك ويركنك على دكة البدلاء معظم الوقت؟"، فأجاب إبراهيموفيتش: "ذلك صحيح، ولكن كل ما في الأمر أن أسلوب لعبي لم يتوافق مع طريقة تفكير وتخطيط المدرب غراديولا، ولذلك فليس من المستغرب ألا يطلبني في تشكيلته الأساسية، ورغم ذلك فيظل مدرباً عظيماً".
ما أعجبني في هذه القصة بين إبراهيموفيتش وغراديولا أن كليهما اسم عظيم في مجال لعب كرة القدم وفي مجال التدريب، واختلافها وعدم توافقهما لم يكن لينتقص من قدر أي منهما، فمن وجهة نظر المدرب من غير المنطقي أن يجامل اللاعب المشهور ويخاطر بخططه وأسلوبه ونتائج الفريق كاملة لكي يرضي لاعباً واحداً، ناهيك عن الأثر السلبي الذي سيترتب على اللاعبين الأكثر جدارة وكفاءة وقدرة على تطبيق الخطة عندما يرون لاعباً آخر يتم الاستفادة منه رغم نتائجه الضعيفة، مثل هذا التعامل سيدفع اللاعبين فوراً لمغادرة الفريق والبحث عن فرص أفضل.
من ناحية أخرى، فاللاعب إبراهيموفيتش لم يفتعل المشاكل ويخرج في الإعلام لينشر الغسيل غير النظيف ويتحدث بسوء عن مدربه؛ لأنه وبكل بساطة فأنت قد تحرج المدرب بهذا السلوك، ولكنك ستضر نفسك وتسيء إلى سمعتك وتجعل من الصعب على أي مدرب أن يطالب باستقطابك للعب معه، وما يحسب للاعب هنا هو التزامه بالخطة وتعليمات مدربه وتركيزه على التدريبات، ومن ثم الانتقال بهدوء وسلاسة إلى نادٍ آخر استطاع من خلاله أن يجد بيئة تناسب مهارته وإمكاناته، وفريقاً يلعب بأسلوب يتناسب معه.
وختاماً.. كما أن السمك لا يخشى الغرق مهما بلغ عمق البحر لأنه يتقن السباحة، والعصفور لا يخشى انكسار الغصن لأنه يثق بجناحيه وقدرته على الطيران، لذلك وحتى إن تعرضت للتهميش أو الصراعات والشخصنة في بيئة عملك، لا تضيع وقتك في التفاهات وركز على تحقيق إنجازات ستبقى معك، واستثمر في نفسك وتطوير قدراتك لتكون كفاءة مطلوبة من الجهات المختلفة وتصبح مكسباً لأي مكان يطلبك ويقدرك!
باختصار حتى لو واجهت مديراً يهمشك مثل غراديولا، لا تيأس وواصل لتكون نجماً متألقاً مثل إبراهيموفيتش في مجال عملك!
http://www.alriyadh.com/1983232]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]