تطورنا.. لكن نحتاج الكثير!

http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png أكثر المتفائلين بمشاركة منتخبنا في كأس العالم 2022 لم يتوقع أن نصل لمباراة المكسيك الأخيرة ولدينا حظوظ بالتأهل لدور الـ 16، ففي ظل قوة منتخبات المجموعة وتفوقهم علينا كانت التوقعات تذهب نحو استمرار لعبنا آخر مباريات دور المجموعات "تحصيل حاصل" كحال مشاركاتنا السابقة باستثناء مونديال أميركا 94 الذي تأهلنا فيه للأدوار النهائية.
ورغم أن الأخضر سافر إلى قطر واللاعبون مطالبون من سمو ولي العهد باللعب والاستمتاع فقط، إلا أنهم ظهروا بصورة رائعة ومشرفة، وسجلوا ثاني أفضل مشاركة في تاريخ كأس العالم، وهذا الكلام ليس إنشائيًا أو عاطفيًا، بل هو حقيقة وواقع إذا قمنا بمقارنة مشاركتنا في قطر ببقية المشاركات.
من بين المكاسب التي تحسب لمنتخبنا في هذه النسخة، الفوز التاريخي على الأرجنتين، وهو الأول لمنتخبنا في تاريخ مواجهاته مع "التانغو"، إذ تحقق بعد ملحمة كروية رائعة في استاد لوسيل شهد عليها العالم، ووقف محبو كرة القدم احترامًا وتقديرًا للأخضر، ولعل فرحة الإيطاليين بالفوز السعودي لا تقل عن أفراحنا، كون منتخبنا حرم الأرجنتينيين من معادلة رقم المنتخب الإيطالي القياسي في سلسلة عدم الهزيمة (37 مباراة متتالية)، إذ أوقف الأخضر الرقم عند 36 وتجرع المنتخب الأرجنتيني أول خسارة في الأعوام الثلاثة الأخيرة، وأمام بولندا قدم منتخبنا أداءً فنيًا رائعاً.
بالإضافة لهذه المكاسب فإنه يحسب لمنتخبنا أمرين مهمين في هذه المشاركة، الأول وصوله للمباراة الأخيرة ولديه آمال في التأهل، والأمر الثاني عدم تعرضه لخسارة بنتيجة كبيرة كما كان يحدث في المشاركات السابقة، هذه المرة خسر بهدفين نظيفين أمام بولندا و 1-2 أمام المكسيك.
الكرة السعودية تطورت، لا اختلاف في ذلك، لكنها تحتاج إلى عمل أكبر ووقت أطول حتى تنافس المنتخبات الكبرى وتتفوق عليها، فوزير الرياضة ورئيس اتحاد القدم والسيد رينارد واللاعبون قدموا كل ما لديهم لإظهار أفضل نسخة ممكنة من منتخبنا، أما الحصول على منتخب أفضل وأقوى فإنه يحتاج إلى خطط طويلة وقصيرة المدى.
كرتنا تحتاج خطوات تطويرية كبيرة، بدأ المسؤولون في أهمها وهي صناعة لاعب متكامل من الطفولة عبر أكاديمية مهد الرياضة، وهذا يحتاج إلى 12 عامًا على الأقل، لكن ثمة أمور يجب العمل عليها ضمن خطة قصيرة المدى، أهمها تطبيق الاحتراف الحقيقي في أنديتنا، من خلال زيادة ساعات التدريبات للاعبين وتواجدهم في الأندية من الصباح، بدلًا من الوضع الحالي الذي يتدرب فيه اللاعبون ساعة ونصف الساعة أو ساعتين في اليوم فقط، كما يجب أن نهتم أكثر بالاحتراف الخارجي، بتسهيل احتراف اللاعبين المميزين الحاليين أمثال سعود عبدالحميد وحسان تمبكتي والعويس وكنو وغيرهم، بتقليص الفوارق المادية الكبيرة بين عروض الأندية الأوروبية والسعودية، واستمرار العمل في ابتعاث المواهب الشابة.
في ظل الدعم الحكومي الكبير للكرة السعودية، فإننا قادرون على أن نتقدم أكثر وننافس في المرحلة المقبلة، لكن من الضروري أن تكون هناك خطة عمل واضحة للتطوير، لا ترتبط بالمسؤول وتكون ثابتة مهما تغير، لأن من أبرز أسباب عدم وصولنا لما نطمح هو خطط التطوير التي لا تكتمل، وتتغير باستمرار مع تغير القائمين عليها، مع ثقتي الكبيرة بأن المشاريع الحالية غير مرتبطة بأي شخص، وستستمر حتى تنجز بغض النظر عن من يقف على رأس الهرم الرياضي.




http://www.alriyadh.com/1986101]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]