وش ناقصنا؟!

http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png لا شك أنَّ ما تحقق للمنتخب المغربي الشقيق من تأهل لنصف نهائي كأس العالم كأول منتخب عربي يصل إلى هذا الدور إنجاز سعد به كل العرب، ولا شكَّ أنه إنجاز أثار لدينا كسعوديين مشاعر الغبطة والسرور؛ وأثار في الوقت نفسه السؤال القديم الجديد: وش ناقصنا؟!
ظالمة ومضحكة تلك المقارنة التي عقدها كثير من الإعلاميين والمغردين الذين يرون أنَّ مشاركة الأخضر السعودي في مونديال قطر كانت مخجلة، مستشهدين بالترتيب النهائي للأخضر في مجموعته، وعدم تأهله من دور المجموعات كما فعل منتخب 94، ومستدلين بالمنتخبات الآسيوية التي تأهلت لدور الـ16، ومستأنسين تحديدًا بتأهل المنتخب المغربي العربي لدور الـ8 كإثبات على أن نتيجة مشاركة المنتخب السعودي في مونديال قطر هي مشاركة فاشلة لدرجة أنَّهم قللوا حتى من مكاسب الفوز التاريخي على الأرجنتين!
المقارنة مع هذه المنتخبات وتحديدًا المنتخب المغربي هي مقارنة ظالمة للمنتخب السعودي ومدربه ولاعبيه؛ فالمنتخب المغربي يكاد يكون صناعة أوروبية خالصة بداية بمدربه الذي ولد في مدينة كورباي إيسون الفرنسية واكتسب خبراته الكروية كلاعب مع أندية فرنسا، وانتهاء بنجومه الذين يتشكل جلهم من أبناء المهاجرين المغاربة الذين ولدوا وترعرعوا وتأسسوا كرويًا في أوروبا وأكاديمياتها وأنديتها باستثناء 3 لاعبين فقط يلعبون في الدوري المغربي وكلهم من نادٍ واحد هو الوداد!
العقلاء يعرفون أن ظروفًا غير رياضية كانت هي الرحم الذي خرجت منه التجربة المغربية، ولم تكن نتاج خططٍ إدارية، ولا برامج أو مشاريع رياضية طويلة المدى؛ لذلك فهي تجربة لا يمكن أن نستأنس بها ونحن نبحث عن حلول خلاقة تخلق لنا منتخبًا سعوديًا يجعل طموح الذهاب بعيدًا في كأس العالم طموحًا مشروعًا ومنطقيًا، ويجعل تقديم المستوى المشرف أمام منتخبات كالأرجنتين وبولندا أمرًا مسلمًا به ولا يستحق الاحتفاء والتقدير، ويجعل الخروج من دور المجموعات كارثة تستحق التحقيق والمساءلة وتستدعي المطالبة بإقالة المدرب والبحث عن بديل له، وبتنحي رئيس اتحاد القدم وحل مجلس إدارته كما فعل البعض في منصاتهم الإعلامية أو الاجتماعية إن بحسن نية أو بسوء نية وبسبق إصرار وترصد في محاولة رخيصة لتصفية الحسابات وكاستثمار بشع لعدم محالفة الحظ للأخضر في التأهل أسوة بمنتخبات أخرى تأهلت وهي لم تقدم أكثر مما قدمه الأخضر على الأقل في أول مباراتين قبل أن تنهكه الإصابات والغيابات ويخذله ضعف البدلاء!
ربما كان من المنطق أن نستأنس بالتجربة اليابانية وربما الكورية، وهي تجربة كانت نتائجها تحسين جودة اللاعب الياباني والكوري فنيًا وبدنيًا، والقدرة على تصديره للعديد من الدوريات والأندية الأوروبية القوية في سنٍ مبكرة، ومن ثم الاستفادة من قدراته على صعيد المنتخب، وعلينا أولًا أن نفتح الملف الأسود للفئات السنية في الأندية وآلية اكتشاف المواهب ونوعية الأجهزة الفنية والنمط التدريبي والغذائي الضعيف الذي ينتج لنا لاعبين بأجسام ولياقة وقدرة على التحمل ضعيفة، والأكيد أنَّ علينا أن نعيد النظر في رحلة اللاعب السعودي منذ تسجيله في الفئات السنية حتى يصبح لاعبًا محترفًا بالاسم فقط يتقاضى الملايين سنويًا مقابل ساعات من النوم نهارًا والسهر ليلًا وساعة ونصف الساعة فقط من التدريب!




http://www.alriyadh.com/1986941]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]