بين الشاعر والمنشد

http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png من جماليات القصيدة أن تظهر للمتلقي بإنشاد جميل يؤثر في نفوس الناس، ويلفت أنظارهم لجماليات القصيدة وحروفها ومعانيها وقوافيها، فالشِّعر معنى وحبك وسبك، وعندما يكتبه الشاعر بشكل جيد ومتقن ويقوم بإنشاده صوت جميل، ولحن مشوّق، وكلمات يطرب لها السامعين.. هنا يكمل جماليات القصيدة، ورونقها وحلاوتها وعذوبتها للمتلقين، وظهورها أيضاً بالشكل المطلوب.
إن المنشد الجيد والشاعر المتمكن كل منهما مكمل للآخر.. لكن الملفت للانتباه أن الشاعر لا يحظى بنفس الشهرة التي يكتسبها المنشد، وكثيراً من القصائد بالرغم من تمكن شاعرها إلا أن الشهرة والانتشار يحظى به المنشد أكثر من الشاعر، وهذا الأمر يجعلنا في حيرة هل حقاً أن المنشد هو بالفعل صاحب الحظ الأوفر في الانتشار عندما ينشد القصيدة الناجحة أكثر من الشاعر؟!.
والمتابع للساحة الشعبية يجد أن هناك العديد والكثير من القصائد الجميلة والرائعة التي ساهم المنشد إلى حد كبير في انتشارها وتداولها ولم يأخذ شاعرها حقه بالظهور المأمول والمفروض ويعلم المتلقي أن تلك القصيدة هو بالفعل كاتبها.
هناك العديد من القصائد التي عرف منشدها أكثر من شاعرها وعلى سبيل المثال قصيدة «هذا السعودي.. فوق فوق» الذي يقول شاعرها أحمد الجويدي عن فكرة كتابتها أنه كتبها في عام 2018 لتواكب رؤية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد -حفظه الله- نظير ما يقدمه للوطن الغالي.
واعتقد بأن هذه القصيدة عرفت أكثر باسم المنشد الرائع فهد بن فصلا ولم يأخذ كاتب القصيدة الشاعر المبدع أحمد الجويدي حقه في الانتشار عكس المنشد الذي كان له النصيب الأوفر مع تفاعل الجمهور خاصة خلال حضوره المناسبات والاحتفالات من خلال هذه القصيدة الوطنية الجميلة التي نرددها دائماً في مناسباتنا نظير جمال أبياتها وروعة المعاني وقوة السبك والحبك للمفردات.. وكل الشكر للشاعر والمنشد اللذين تقاسما الإبداع.
قبل النهاية للشاعر المنشد مشعل الروقي:
ليالي وعيني تسهر لنايض البراق
اخايل نصوب الوسم من قو بارقها
تكاشف بروقه في عروضه عقب ماساق
وهوا الشرق لثقال السحب رد سبّقها
حقوق الخيال بدبرة المعطي الرزاق
تحدّر على داراً هل البوش تعشقها




http://www.alriyadh.com/1988111]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]