المراهقون الذين حطموا الهواتف الذكية

http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريراً مثيراً للاهتمام عن مجموعة من المراهقين في نيويورك قرروا هجر الهواتف الذكية بكل ما فيها من ضوضاء، والعودة إلى الهواتف البسيطة التي تمكن صاحبها من الاتصال وإرسال الرسائل النصية فقط. أسس المراهقون مجموعة أطلقوا عليها مسمى "Luddite Club" وهو اسم مستوحى من حركة عمالية قامت بتحطيم مكائن النسيج لأنها أصبحت تشكل تهديداً على فرصهم المعيشية.
هؤلاء المراهقون قالوا في حديثهم للصحيفة إنهم سئموا من ضجيج العالم الافتراضي بكل ما فيه من هراء وتفاهات وصراعات وشد نفسي، ويرغبون عبر هذا التغيير في العودة للحياة الواقعية والاستمتاع بالتفاصيل الأصيلة من حولهم. أصبح أعضاء المجموعة يلتقون وجهاً لوجه كل يوم أحد، يرسمون، ويقرؤون ويعزفون الآلات الموسيقية ويتبادلون أطراف الحديث. تقول إحدى الفتيات "قررت هجر الهاتف الذكي لأنني سئمت من المنافسة والضغوطات النفسية في وسائل التواصل الاجتماعي، الآن أصبحت أعرف ذاتي الحقيقية أكثر، وبدأت أشعر بجمال التفاصيل من حولي عندما أتنقل بالحافلة، نومي تحسن بشكل كبير إلى درجة أنني لا أحتاج منبهاً للاستيقاظ، أصبحت أستعير الروايات الورقية من المكتبات العامة وبدأت فعلياً في مشروع تأليف كتاب".
هذه القصة الصحفية تكشف عن لحظة تنوير واستفاقة لدى شريحة من الشباب الذين ينتمون إلى ما يسمى بجيل Z وهو الجيل الذي ولد بعد عام 1997 ولا يعرف كيف كان شكل الحياة قبل الهواتف الذكية، يوم أن كان العالم يعيش في العالم الواقعي فقط؛ فقد وعى هذا الجيل على حياة تسير في خطين متوازيين؛ عالم افتراضي وآخر واقعي يهرب من أحدهما إلى الآخر طوال يومه، ورغم الإغراء الشديد الذي يقدمه العالم الافتراضي إلى حد الإدمان؛ إلا أنه أيضاً يأتي بثمن باهظ فهو ينهش في أرواحنا وسلامنا النفسي دون أن نشعر. ولربما شعرنا بهذا الثمن الذي ندفعه، لكننا منغمسون في لذة الإدمان إلى درجة الاستسلام والتسليم لهذا الألم.
هؤلاء المراهقون يتمتعون بنضج وإرادة نادرين، وأتمنى أن تستمر مجموعة "لوديت كلوب" وأن تتحول إلى حركة تجتاح العالم، لتصبح نداء إيقاظ لنا من إدمان الهروب للعالم الموازي، وهنا أتذكر أمنية أحد الأصدقاء عندما قال: "ليت أن الهواتف الذكية توقفت عند منحنا الخرائط الرقمية وتسهيل التعاملات التجارية والحكومية، ولم تكشف لنا عن منصات التواصل الاجتماعي بكل أشكالها".




http://www.alriyadh.com/1989485]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]