-
القوة الناعمة الغائبة
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png منذ عام 1990م، وعندما أطلق الكاتب الأمريكي "جوزيف ناي" مصطلح القوة الناعمة، والعالم أضحى يستخدم هذا المصطلح بكثرة، مستلهماً من فكر الكاتب الأمريكي رؤيته التي صاغ من خلالها فلسفة القوة الناعمة، بل بدأت العديد من بلدان العالم تضع استراتيجيات للقوى الناعمة، وحددت لها أطراً ومناهج عمل للارتقاء بالفكر الجديد، وبدأ انتشاره في وسائل الإعلام والمناهج التعليمية، لما لهذا المصطلح من أهمية للانتشار العالمي في مجالات متعددة.
إن القوة الناعمة حسب فكر "جوزيف ناي" تعني القدرة على الجذب وتحقيق المكانة العالمية عن طريق الجاذبية الثقافية والعلمية والفنية والإعلامية، وليس عن طريق الإرغام والتهديد العسكري والضغوط الاقتصادية، فحقق هذا المصطلح نجاحاً كبيراً في السياسة العالمية.
ونحن في السعودية نملك مقومات القوة الناعمة، خاصة الثقافة السعودية المتفردة، ولكننا - للأسف - نفتقد آليات النجاح في هذا المعترك الفكري، حيث نغيب إعلامياً عن الوجود العالمي، فلا توجد لدينا قنوات تلفزيونية بلغات أجنبية تروّج للثقافة السعودية، ولا محتوى يليق بالحراك الكبير والمتسارع الذي تعيشه البلاد كل يوم، نفتقد المحتوى الجاذب العميق، إننا نعيش حالة حبس إعلامي، وفقر في المحتوى، مما يستدعي وقفة جادة ووضع استراتيجيات تعمق فكر القوة الناعمة السعودية الجاذبة لو أُحسن استغلالها.
وأتساءل ما بال السائح الأجنبي عندما يسكن فترة إقامته في فنادق السعودية، وسوّلت له نفسه البحث عن قنوات تنطق بلغته ذات محتوى جاذب؟ هل سيجد المحتوى الذي يليق بمكانة البلاد التي تفتح أبوابها للسياحة العالمية، بل والمقيمين فيها الذين يعدون قوة داعمة للسياحة الداخلية السعودية، ومروّجاً للسياحة الخارجية؟
أين قوة تأثيرنا؟ نحن نستحق الأفضل، نعم نستحق قوة ناعمة تخاطب الرأي العام العالمي الشغوف بسحر الشرق ومكانته، بعيداً عن الصورة النمطية التي رسخت في أذهانهم عنا، علينا تغيير هذا الواقع، فلدينا الفكر والمقومات، لدينا الكوادر والعقول، لدينا قيادة داعمة، فقط علينا أن نخرج من الإعلام المعلّب المعولب والثقافة النمطية، إلى آفاق من الإبداع المعرفي الثقافي.
محمد الحيدر
http://www.alriyadh.com/1992907]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]