موسم الرياض علامة تجارية بمواصفات عالمية
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png منذ بداية الرؤية السعودية تم تنفيذ ما يزيد على ألفي فعالية، وقد قـدر حضورها بنحو 45 مليون زائر وسائح، ووصلت عوائدها لقرابة ثلاثة مليارات دولار كأرباح صافية، بخلاف أنها أسهمت في إظهار واقع المجتمع السعودي بكل جمالياته وتفرده..
اليوم الخميس 19 يناير ستقام مباراة تاريخية في إستاد الملك فهد الدولي بالرياض، وستكون بين فريق موسم الرياض بقيادة البرتغالي كريستيانو رونالدو، وفريق باريس سان جيرمان الذي سيقوده الأرجنتيني ليونيل ميسي، وسيحضر مع الثاني الفرنسي كليان إمبابي والبرازيلي نيمار جونيور، وكل هذ الأسماء ثقيلة على المستوى الدولي، والمباراة ودية وستنقل حية وبالمجان على منصتين إعلاميتين إلى منطقة الشرق الأوســـط، بالإضافة إلى مئــات المحطات الرياضية، ولا أنسى تذكرة فوق الخيال بميزاتها الخاصة، والتي وصل المزاد عليها إلى قرابة الثلاثة ملايين دولار، وهذا المبلغ سيخصص لصالح الأعمال الخيرية في منصة إحسان، وبرعاية من هيئة الترفيه السعودية.
المنهجية التسويقية التي يعمل عليها موسم الرياض موضوعة بعناية، وفيها دروس مفيدة للمنطقة العربية والعالم، وتحديدا في كيفية إدارة المناسبات السياحية والترفيهية، ومن ثم توظيفها لتعزيز الصورة الذهنية الإيجابية عن المملكة ضمن ما يعرف باستراتيجية تسويق الأماكن، وبما يفيد في زيادة أعداد السياح وجذب الاستثمارات وتحقيق التنوع الاقتصادي في الدولة، وحتى ربط موسم العلا بشتاء طنطورة، وموسم الرياض بفوق الخيال، يعطيهما هويات خاصة وماركات تجارية تميزهما، تماما كما هي الحال في وصف فينيسيا بمدينة العشاق وباريس بمدينة النور ونيويورك بالمدينة التي لا تنام، ويــدخل في دائرة تسويق العلامة التجارية للدولة سباقات الفورميلا ورالي دكار وعروض المصارعة الحرة الدولية، وبطـولات السوبر الإسباني والإيطــــالي، واستضافة كلاسيكو أميـــركا الجنوبية بين الأرجنتين والبرازيل، وكأس آسيا في 2027، ودورة الألعــــاب الآسيوية الشتوية في تروجينا بمدينة نيوم عام 2029، والملف المشترك مع مصر واليونان لاستضافة نهائيات كأس العالم في 2030، وطلب إقامة معرض إكسبو الرياض في نفس العام الأخير.
منذ بداية الرؤية السعودية تم تنفيذ ما يزيد على ألفي فعالية، وقد قـــدر حضورها بنحو 45 مليون زائر وسائح، ووصلت عوائدها لقرابة ثلاثة مليارات دولار كأرباح صافية، بخلاف أنها أسهمت في إظهار واقع المجتمع السعودي بكل جمالياته وتفرده، وبالأخص لمن كان يختصره في قوالب ضيقة وظالمة، فالفعاليات الطموحة التي أقيمت في فترة مضت، كمهرجاني الجنادرية والمفتاحة وسوق عكاظ، لم تكن تحمل رسالة محددة لتصحيح مسار التصورات المتجاوزة، وركزت بالدرجة الأولى على الجوانب التراثية والتاريخيـــة المــوجهة للداخل، والدليل أن معظم حضورها من الخارج كانوا يسجلون انطبــاعات ومشاهدات سلبية، وفي هــــذا خطأ كبير، ولعل قرار إحالتها إلى وزارة الثقافة، بحكم الاختصاص، سيساعد في تطويرها وإعادة قولبتها بما يخدم مستهدفات الدولة وأولوياتها الجديدة.
المملكة معروفة بالسياحة الدينية في مكة والمدينة، وبالسياحة الخضراء في أبها والباحة، وبسياحة المناطيد في العلا، وبالسياحة الشتوية في موسم الرياض، وتأسيس علامة تجارية للمدن يدخل فيه إطلاق مسميات مؤقتة أو دائمة عليها، كمدينة الثقافة أو الموضة أو الموسيقى أو المدينة الذكية أو غيرها، وأعتقد أن التقويم الدراسي الجديد لوزارة التعليم، واعتماده نظام الثلاثة فصول دراسية بإجازاتها القصيرة نسبياً، سيعمل بالتأكيد لمصلحة السياحة الداخلية، وسيجعل الناس يفضلونها أكثر، وبما يفيد في دعم دورة الاقتصاد الوطني، وفي توفير وظائف مباشرة أو غير مباشرة للسعوديين من الجنسين، ويضاف لما سبق برنامج «صنع في السعودية»، وإسهامه في توحيد هوية الصادرات السعودية، وهو يمثل حاضنة لأكثر من ألف ومئة شركة سعودية، ويحيد استفادة طرف ثالث من تصدير المنتج السعودي الجيد باسمه، بجانب تجربة الكروز السعودية التي تقدم المملكة كوجهة للسياحة الشتوية في سواحل البحر الأحمر والخليج العربي، علاوة على إقامة فعاليات وعروض تناسب اهتمامات المقيمين في الأراضي السعودية، فأعدادهم تتجاوز العشرة ملايين، وبالأخص من الجنسيات الآسيوية.
إجمالي السياح حول العالم وصل الى المليارين ما بين عامي 2018 و2019، و30 % من هذا العدد اهتموا بزيارة المواقع التراثية والثقافية، وكلاهما موجود في العلا وفي الدرعية، وبالإمكان إعادة تأهيل سوق عكاظ بالتركيز على قيمته الثقافية، والاستثمار فيها كمنتج تسويقي للهوية، والمملكة لديها نماذج ناجحة في إعادة بناء الصورة الذهنية، ومن الأمثلة، مدينة ينبع الصناعية، والتي عرفت بأنها موقع صناعي لا يصلح للسكن أو السياحة، ولكنها في الوقت الحالي، وبعد تدخل الهيئة الملكية للجبيل وينبع، تحولت لقبلة سياحية، والسبب إقامة المهرجانات فيها واستحداث واجهة بحرية لم تكن موجودة.
من الواجب الاهتمام بأدق تفاصيل القيم المكانية والثقافية والتاريخية للمناطق السعودية، والتي تتفاعل مع بعضها في بناء هوية الدولة، بما فيها موسمي الحج والعمرة، ومواسم السياحة المحلية، والتعامل معها كمنتجات تسويقية، وبحيث تكون مرتبطــة بوزارات السياحة والإعلام والثقافــــة والحج والعمرة، وبالهيئة الملكية لمدينة مكة والمشاعر المقدسة، وتشجيع المبتعثين على التعريف بالمجتمع السعودي، وذلك بالتنسيق مع مشروع سلام للتواصل الحضاري، وإشراك مؤثري السوشيال ميديا الجادين من أصحاب القاعدة الجماهيرية، في صناعة محتوى للعلامة التجارية الخاصة بالهوية السعودية.
http://www.alriyadh.com/1993304]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]
