الله يكثر خيرك يا هلال

http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png أمام خصم صعب وشرس بدنياً (بطل أفريقيا والمستضيف) وسط 44 ألف «مشجع لا متفرج» من أنصاره غصت بهم جنبات ملعب مولاي عبدالله بالرباط في جو ملتهب بصخب ودوي وهتاف جماهيري لم يتوقف وبظروف مترامية الأطراف ما بين إصابات وطرد وغيابات وإيقاف، يأبى الزعيم إلا أن يظهر جزءاً من شخصيته وبعضاً من هيبته متجاوزاً ظروفه وجراحه وآلامه ويخرج من هذه الموقعة الآفروآسيوية المعقدة بفوز ثمين ونفيس وعسير في نفس الوقت، حيث جاء في أحلك الظروف، فوز أعاد به الهلال الثقة لأنصاره وأثبت علو قدره ومكانته وقيمته فحجز على إثره مكاناً بين الأربعة الكبار في كأس العالم للأندية وللمرة الثالثة، ومهما كانت نتيجة لقاء فلامينجو البرازيلي فيكفي الهلال (وسط هذه الكوكبة من الظروف) ما وصل إليه وكثر الله خيرهم.
بغياب ركائز مهمة: ياسر الشهراني، سلمان الفرج، كاريلو، البريك، حمد اليامي، وعدم جاهزية: ماريغا، إيغالو، ميشيل، الجاهزية التامة وبنقص في عدد المحترفين الأجانب ومع ذلك يحافظ الهلال على رباطة جأشه وقوة بأسه وصلابة عوده ويفرض نفسه طرفاً في نصف نهائي أكبر مسابقة على مستوى الأندية ضارباّ موعداً مع فلامنغو البرازيلي في إنجاز معتاد لهذا البطل المغوار في تكرار لنسخة 2019، حق للوطن الفخر بهذا الابن البار.
ماذا بين محمد كنو والهلال حتى ينهال عليه بهذه النكبات؟ وماذا بينه وبين كأس العالم للأندية؟ ثلاث بطاقات حمراء في ثلاث مشاركات؟ المفارقة أن جميعها كانت أمام أندية عربية (الترجي، الأهلي، الوداد).
يا كنو الهلال لا يستحق منك كل هذه الصفاقة والبلادة واللامبالاة، فهو قد ركب الأخطار من أجلك وأقحم نفسه في دوامة قانونية ودخل في نفق فني مظلم من أجل دموعك أفهكذا ترد له الجميل؟!
الهلال وجمهوره يريدون منك اللون الأحمر وهو يعتري قسمات وجهك خجلاً وليس وهو يعتلي هامتك في الملعب فتخرج مطروداً مسبباً لزملائك إحراجاً كبيراً فيضطرون لمضاعفة الجهد وبذل مزيد من العرق لكي يواروا تهورك ورعونتك المتكررة في اللقاءات المصيرية (تراهم منهكين وما هم ناقصين).
لا بد لإدارة ابن نافل أن تعاقب كنو على تصرفاته وتردي مستوياته وإحراجه لزملائه في مواطن كثيرة، فكما أخذ الرقم الذي يريد في عقده عليه أن يعطي الهلال ما يوازي نصف ذلك الرقم، فما يناله من بطاقات حمراء متتالية تشوه بياض صفحة الهلال الناصعة وتخدش جمالية أدائه ورقي أسلوب لعبه فضلاً عن النتائج السلبية التي حدثت بسببه وكادت تحدث في مباريات أخرى لولا توفيق الله ثم استشعار زملائه للمسؤولية.

إن سلمنا بأن الهلال موقوف وممنوع عن التسجيل ولا يمكن دعمه في مهمته العالمية فأين ذلك الدعم الموعود عن الشباب والفيصلي واللذين سيحملان راية الوطن في الأدوار الإقصائية من دوري أبطال آسيا؟ ألا يستحقان نزراً يسيراً مما دعم به غيره وهو في يخوض معتركات محلية تقليدية؟ الشباب والفيصلي يستحقان الوقوف معهما ودعمهما مالياً ومعنوياً وعناصرياً فهما من شرف الوطن مع الهلال وحملاء لواءه ورفعا اسمه في آسيا هذا الموسم.





http://www.alriyadh.com/1996328]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]