عقدة لبنان المزمنة

http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png لا ينفك لبنان في السنوات الأخيرة من توفير براهين جلية تؤكد غياب الدولة، وهيمنة الميليشيا والأجندات الخارجية، فضلاً عن الحسابات الداخلية ولعبة توزيع المنافع بين اللاعبين المحليين، وتندرج أزمة النزاع القضائي الناشئ عن الإجراءات القضائية المتصلة بملف التحقيق في انفجار مرفأ بيروت في هذا الإطار، إذ أفرزت هذه الأزمة انقسامات سياسية، وأدت لحالة اصطفاف معتادة، وبطبيعة الحال سيكون كل هذا على حساب الحقيقة المحضة، وتحقيق العدالة، وتسليم الجناة لقبضة القانون، فالوصول للحقيقة كان ليحدث في دولة طبيعية تامة السيادة، وليس لبنان الواقع تحت هيمنة حزب ولائي، لا يتورع عن الاعتراف علناً بتبعيته لإيران، والتزامه بتنفيذ أجندتها ومشروعاتها، وإن كانت على حساب الوطن الأم.. لبنان.
ما يدعو للعجب حقاً في تأمل المسألة اللبنانية، إمعان فريق «الممانعة المزعومة»، في مشروعه للهيمنة والسيطرة على البلد، رغم ما بات واضحاً من انهيار لبنان، وخسارة مقدراته، فأي تركة مسمومة يود «حزب الله» امتلاكها؟، وهل يستحق مشروع الاستيلاء على لبنان لحساب جمهورية الملالي هذا الثمن الفادح بتحويل هذا البلد الجميل لبؤرة فساد تعج بالموت والنفايات المتراكمة؟!.
تؤشر الأزمات المفتوحة دائماً في لبنان إلى غياب إرادة الحل، وإغلاق الملفات المزمنة، ما يعيد التأكيد على وجود فريق في لبنان يعلي مصالحه الضيقة على مصلحة الوطن، بل على نحو أدق يحقق مصالح راعيه الإقليمي حتى لو كان الثمن تهشيم لبنان، وإقامته على حافة الهاوية، فالمشكلة في لبنان واضحة منذ زمن طويل، ولا يجدي معها أي معالجات مؤقتة أو مقاربات هشة لتمرير رئيس، أو إنهاء أزمة حكومية ما، فطالما بقي فريق وحيد يستأثر بالسلاح، وفائض القوة، فإن ولادة جديدة للبنان الدولة ذات السيادة ستبقى أملاً بعيداً حتى إشعار آخر.




http://www.alriyadh.com/1996548]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]