لجنة الانضباط.. التكييف على الكيف!

http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png أمام قرارات (لجنة الانضباط والأخلاق في الاتحاد السعودي لكرة القدم) المتفاوتة والمتباينة التي تصدرها في حالات متشابهة وقضايا متطابقة، فإن من حق الشارع والإعلام الرياضي بل ومن أبسط حقوقه أن يتساءل عن هذا الغموض الذي يلف قرارات اللجنة وطريقة تكييفها لهذه القضية أو تلك؛ فاللائحة موجودة وواضحة ومعلنة للجميع، وهي وإن كانت لائحة مطاطية تتيح للجنة وأعضائها حرية التشديد هنا والرفق هناك إلا أنها لا تبرر هذا الذي يحدث من اللجنة!.
في قضية شكوى الهلال ضد محترف النصر تاليسكا قررت اللجنة قبول شكوى الهلال شكلًا وموضوعًا، وأثبتت بذلك وقوع اللاعب بمخالفة المادة (50) المتعلقة بالإساءة الإعلامية؛ لكنها اختارت في تكييفها للمخالفة أن تدرجها ضمن الفقرة (4) المتعلقة بـ(إثارة الرأي العام) والتي لا تتجاوز عقوبتها غرامة مالية لا تزيد على 100 ألف، بينما كان من المفترض أن تندرج تحت الفقرة (5) من هذه المادة، والتي تتعلق بـ(التجريح والإساءة والاتهام) وعقوبتها الإيقاف عن المباريات لمدة لا تزيد على سنة وغرامة مالية قدرها (300 ألف ريال)!.
ما تعرض له الهلال من (تاليسكا) هو إساءة صريحة، وتشويه لسمعة النادي، بل ولسمعة الدوري السعودي ونزاهته ومقدار العدالة التي يتمتع بها؛ وما قاله اللاعب هو (اتهام) صريح للحكام بمساعدة الهلال ومحاباته؛ فكيف أبعدت اللجنة صفة (الإساءة) و(الاتهام) عن تصريح اللاعب وحصرتها في (إثارة الرأي العام) مع أنَّ اللجنة في الفقرة (خامسًا) بمنطوق قرارها وجهت تحذيرًا للاعب بـ(عدم الإساءة)، في اعتراف واضح أنَّ اللاعب قام بـ(الإساءة)، مما كان يوجب عليها إدراج المخالفة تحت الفقرة (5)؛ لكنها فاجأت الجميع بهذا التكييف الذي جنَّبها إيقاف اللاعب، واكتفت بالغرامة والإنذار!.
هذه التناقضات، وهذا التباين في القرارات هو نتيجة طبيعية لمطاطية لائحة الانضباط التي أعطت أعضاء اللجنة الضوء الأخضر ليمارسوا هذا التباين في حالات متطابقة، ولا يُلام هذا المتابع حين يتساءل: هل المشكلة في اللائحة أم في الأعضاء أم في كليهما؟! وحين يرتفع صوته ليدعو لكرتنا السعودية الطامحة والصاعدة عالميًا برجل رشيد يعيد النظر في هذه اللائحة المليئة بالثقوب والركاكة القانونية واللغوية، وبأن يهيئ للجانها القانونية أعضاء يمتلكون الكفاءة والشجاعة لاتخاذ قرارتهم بدون أن تأخذهم في العدالة لومة لوَّام، ولا أن يحسبوا حسابًا لـ (طبلة حرب) ولا (حمامة سلام)؟!.
قصف
الإساءة لم تكن للهلال فقط؛ بل لأطراف أخرى، ولسمعة المسابقات السعودية بشكل عام ونزاهتها وعدالتها؛ لكنَّ الهلال هو الوحيد الذي قرر أن يردع المتطاولين عليه؛ بينما طأطأ الآخرون رؤوسهم؛ مؤكدين أنَّ الشجاعة لا تهدى، ولا تُباع، ولا تُشترى!.

إن كان الدوري السعودي أقوى من دوري أبطال بآسيا فقد حققه الهلال 5 مرات في آخر 6 نسخ، وإن كان العكس فالهلال على بعد خطوة من الوصول إلى خامس نهائي قاري في آخر 9 نسخ .. اختاروا ولا تحتاروا.. فثَمَّ الهلال!.

الهلال اليوم أمام الدحيل القطري بحاجة إلى كل ذرة إحساس من لاعبيه؛ فلا مجال للخطأ، ولا التخاذل، ولا التحامق أمام خصم يلعب بورقة الجغرافيا، ويبحث عن صناعة التاريخ، وأمام تحكيم آسيوي ضعيف، لا يهزمه سوى الأقوياء!.





http://www.alriyadh.com/1999541]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]