http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png هناك شيء قد لا يستطاع وصفه بالقول، مما يجب وينبغي للمسلم أن يحرص على استصحابه في نفسه، مهما تغيرت عادات الناس، ومهما أحدث الأحفاد ما ينكره الأجداد من عادات الدنيا، ذلك الشيء هو «الروحانية» الإيمانية، التي يستشعر بها المسلم متابعته وسيره على طريق نبيه صلى الله عليه وسلم..
في قول رسولنا صلى الله عليه وسلـم "فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا" إشارة منه صلى الله عليه وسلـم إلى ما علمه وحيًا وعادةً، فمن الوحي ما أخبرنا به من التغيرات والتبدلات التي ستحصل عقب وفاته صلى الله عليه وسلـم، ومن العادة ما جرت به سنة الله في خلقه من التغيرات بين الأجيال والأزمنة، فتجد الأجداد مثلاً يتنكرون لما يحدثه الأحفاد في عاداتهم وأساليبهم في الحياة، سواءً في صداقاتهم ولهوهم وملبسهم، أم في صلب ضروريات الحياة، ولكن هذه التغيرات "الدنيوية" والتي هي من سنة الله في خلقه، ليست هي المقصودة من قوله صلى الله عليه وسلـم في آخر الحديث "فعليكم بسنتي" فإن المقصود بسنته صلى الله عليه وسلـم هو ما شرعه الله كدين يتعبد به المسلم ربه، ولا يقصد به ما كان من أمور الدنيا وحاجياتها من عادات تتغير وتتبدل، ومن عمران وصناعات ونحوها، فإنه من يعش منا أيضًا ونحن في هذا العصر المملوء بالمذهلات، فسيرى اختلافًا كثيرا، وربما أنكر ما سيراه مما يُخترع ويُكتشف، لعدم تأقلم نفسه وطباعه على ما اعتاد عليه، إذن؛ فقول رسولنا صلى الله عليه وسلـم "عليكم بسنتي" هو كالمكمل لقوله صلى الله عليه وسلـم "أنتم أعلم بأمور دنياكم" فليس مراده صلى الله عليه وسلم أن يراوح المسلمون العادات والتقاليد وأساليب الحياة التي كانت عليها العرب متناسبةً مع معطيات التفكير الدنيوي المحدود آنذاك، فمعنى قوله صلى الله عليه وسلم "عليكم بسنتي" أي بشريعتي وأحكام ديني الذي هو دين الله، والسنة هي الطريقة، فهو حث على التمسك بشرائع الإسلام، وبيان لمن هم أئمة في الهداية عليها، وهذا هو ما توارثه ودونه المسلمون من فقه وأحكام ومذاهب يهتدي بها المسلمون لمعرفة أحكام الله.
هناك شيء قد لا يستطاع وصفه بالقول، مما يجب وينبغي للمسلم أن يحرص على استصحابه في نفسه، مهما تغيرت عادات الناس، ومهما أحدث الأحفاد ما ينكره الأجداد من عادات الدنيا، ذلك الشيء هو "الروحانية" الإيمانية، التي يستشعر بها المسلم متابعته وسيره على طريق نبيه صلى الله عليه وسلم، مهما رأى في شخصه من مواكبة الأجيال في إبداعاتها ومخترعاتها وأفكارها، يبقى الارتباط الروحي الإيماني بدين محمد صلى الله عليه وسلم وثيقًا وأكيدًا، لا يتعدى الحدود ولا الثوابت التي تبقيه مملوءًا بروحانية الإسلام، وفي المسند عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، ورب قائم حظه من قيامه السهر"، وهنا حيث تجلت المتابعة الظاهرة لسنة محمد صلى الله عليه وسلم لكنها انقطعت عن الروابط الروحانية والإيمانية التي يجب أن يتحلى بها الصائم، أصبحت أفعالًا شكلية لا تؤدي حقيقة الامتثال لقوله صلى الله عليه وسلم "عليكم بسنتي".. وفي هذا المثال موعظة لمناسبة رمضان وبه نختم.. هذا، والله من وراء القصد.
http://www.alriyadh.com/2006644]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]
