ليلة من الماضي الجميل!

http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png مبادرة فنية مبتكرة ونُفذت بصورة إبداعية، تبنتها هيئة الترفيه بالتعاون مع روتانا واستمرارا للنهج الذي رسمه معالي رئيس مجلس الهيئة المستشار تركي آل الشيخ الخاص بتكريم الرواد بالمجال الإبداعي الفني وربط الماضي بالحاضر، كتقدير للمكنون الثقافي الزاخر الذي تتمتع به الحياة الثقافية والفنية في السعودية، كاستمرار لنهج رؤية 2030 التي تتخذ من الماضي والحاضر خط مستقبلي غني بالإرث وبنفس الوقت النظرة المستقبلية للسعودية الجديدة.
"ليلة من الماضي الجميل" لم يكن الامر مجرد تكريم عادي ويتم بصورة تقليدية كما هو المعتاد خصوصا في المجال الفني، كان تكريم فخم وفي نفس الوقت إعطاء هؤلاء الرواد وفنهم ورغم رحيلهم من سنوات طويلة، قيمة حضارية مختلفة، لم تكن حاضرة للأسف في الوقت الذي كانوا يقدمون ابداعهم، لظروف مختلفة منها الاجتماعية ومنها الإمكانيات المادية والفنية في ذلك الوقت، ولا يخفى على الكثيرين خصوصا فناني وفنانات السعودية الصعوبات التي واجهوها اجتماعيا على وجه الخصوص، مع التغييرات الاجتماعية التي مرت على بلادنا خلال الأربع عقود الماضية تقريبا، او ما يعرف بزمن الصحوة وتحديدا بعد العام الهجري 1400 ..!!
شخصيا لم اكن أتصور هذا التأثير الكبير على الجيل الجديد الذي لم يعاصرهم للرواد الثمانية الذين تم الاحتفاء بتاريخهم الفني:" رباب، عوض الدوخي، عتاب، سلامة العبدالله، حمد الطيار، بشير شنان، عيسى الاحسائي، فهد بن سعيد" وأعاد ابداعهم بتألق وابداع أيضا وكانوا على مستوى الحدث، كلٌ من :" خالد عبدالرحمن، راشد الفارس، مطرف المطرف، داليا، وعد، فهد الكبيسي، عايض، عبدالعزيز الطيار، دحوم الطلاسي"، تخيلوا عندما تتم إعادة الإرث الفني للراحلين الذين عانى الكثير منهم بمجتمع صعب جدا، ووصل الامر على سبيل المثال لمنع أغاني بعضهم واعتبار تداول أعمالهم الفنية جريمة بكل ما تعنيه الكلمة، وكان تهريب (الكاسيت) الخاص بأعمالهم من بعض دول الخليج وخصوصا الكويت من الأمور المشهورة ومن المغامرات التي كان عشاق فنهم يقومون به، فرحل بعضهم وسط ظروف صعبة مادية ومعنوية وصحية!!
مبادرة هذه الليلة او الليالي هي "الوفاء" الغير تقليدي، ليست مجرد ليلة فنية عابرة، هي حفظ لتراث فني سعودي عريق، كما هو الحال مع الامتداد لهذا النسق من المبادرات الذي دعمه وبكل حب تركي آل الشيخ منذ توليه رسميا مجال الترفيه، فكان الرواد حاضرين وآخر هذه المبادرات "طاش العودة" مما يرسخ لمفهوم فني ثقافي يعتمد على القيمة الإنسانية للمبدعين، وتقدير هذه القيمة فنيا وانسانيا بالوقت نفسه.
الاحتفاء بالماضي الجميل وتقديمه بقالب عصري متطور سمة من سمات المجتمعات المتقدمة التي تعني بالإنسان وابداعه، فعلى سبيل المثال عندما تتجول بالعاصمة النمساوية فيينا، تعيش بأجواء الموسيقار العظيم موزارت رغم رحيله منذ عام 1791م وارثه الفني الكبير، ونحن وحسب كل مجتمع وثقافته وتاريخه، لدينا ارث ومكنوز ثقافي عظيم لابد ان نعيده ونحتفي به ونفتخر به، لان القيمة الإنسانية عندما نكرمها فإننا نكرم مجالات متعددة من حياتنا حسب كل ابداع متنوع لهذا الانسان!




http://www.alriyadh.com/2010043]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]