الهلال أرادها في السايتاما

http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png منذ زمن ليس بالقصير لم يظهر الهلال بمثل هذا السوء الذي ظهر عليه في لقاء الذهاب أمام أوراوا الياباني خاصة في المباريات الحاسمة والمصيرية من دوري أبطال آسيا حتى تلك التي المباريات التي خسرها كان هو الطرف الأفضل والأخطر وخلق لنفسه الكثير من الفرص الحقيقية، ولكنه في مباراة الذهاب أظهر سوءاً فنياً وتكتيكياً وذهنياً لم نعهد عليه من هذا الجيل تحديداً، وبلا شك أن لذلك الظهور الباهت أسبابه من وجهة نظر خاصة..
أولاً: ضغط المباريات وجدولتها والتي أرهقته بها لجنة المسابقات لا سيما لقائي النصر والاتحاد الصعبين واللذين استنزفا كثيرا من الجهد البدني والذهني للاعبين وللجهاز الفني في ظل امتداد مباراة الاتحاد للأشواط الإضافية، وهذا ما ألقى بظلاله على الهلال في النهائي فحضر الإجهاد وبانت ملامحه.
ثانياً: التراجع المخيف في مستوى أعمدة الفريق سالم، سلمان، كنو، ماريغا، البليهي وإحراجهم لفريقهم ولمدربهم في أهم مباريات الموسم فكان حضورهم باهتاً واهناً ضعيفاً وهذا ما أثر على بقية اللاعبين، وعندما يكون الغياب الفني بهذا الحجم الكبير فمن الطبيعي أن يظهر الفريق بمظهر الحمل الوديع أمام فريق لا أقول إنه قوي بل منظم وليس حاد تكتيكياً.
ثالثاً: مغامرة دياز التي لم يعمل لها حساب في حال عدم ظهور الفريق بالشكل الذي يريده، فأنا أرى أنه أراد استغلال عاملي الأرض والجمهور لتسجيل أكبر قدر ممكن من الأهداف وزج بماريغا لكي تتعدد لديه عناصر التسجيل ولا تقتصر على إيغالو الذي توقع صيامه بسبب الرقابة اللصيقة عليه فكان قراره الضرب بسالم وميشائيل وماريغا لكي يستفيدوا من إشغال إيغالو وهذا ما حدث في الهدف الأول ولكن خذله لاعبوه عندما غابوا تماماً عن اللقاء وخاصة ماريغا الذي كان عبئاً ثقيلاً على فريقه فلم يبذل أي مجهوداً في المباراة ولم يخلق مساحات لنفسه أو زملائه وبسبب هذا الغياب الغريب لماريغا عانى الفريق برمته، وأستغرب ممن يرمي باللائمة كاملة على دياز، فالكثير طالبه باللعب الهجومي في الرياض وهذا ما فعله وحتى وهو يغامر لم نرَ أي هجمة خطرة لأوراوا بل إن هدفهم الوحيد أتى من خطأ تافه وساذج من البليهي والمعيوف والبريك غير ذلك استطاع أن يمنع أوراوا من مهاجمة مرماه.
رابعاً: حماقة سالم الدوسري ورعونته والتي تعاوده بين فترة وأخرى بارتكابه هذا الخطأ الجسيم والذي لا يغتفر من لاعب من المفترض أن يكون الأكثر ضبطاً للنفس ولكن يبدو أنه انشغل بخارج الملعب وجعل كل تركيزه عليه ونسي مهمته الأساسية داخل الميدان، وليفهم سالم أن الأفضلية في كرة القدم لا يأتي بها الجانب الفني فقط بل الأهم من ذلك العقلية الاحترافية والذهن المتقد وبذل المجهود والتركيز الكامل داخل الملعب، أما الاهتمام باللوك والتيك توك فهنا يكون اللاعب نجماً في السوشال ميديا ولا مكان له في كرة القدم.
أخيراً، لا أرى مبرراً لكل هذا التشاؤم وخيبة الأمل لدى الهلاليين، فالفريق يكفيه التعادل الإيجابي بأكثر من هدف ولديه كل الإمكانات التي تتوجه باللقب القاري الخامس بإذن الله شريطة أن يجتهد اللاعبون ويبذلون ما بوسعهم ويفجرون كل إمكاناتهم وطاقاتهم، فالهلال أفضل وبمراحل من أوراوا حتى وهو يلعب بين جماهيره، المهم هو التحضير الذهني والحضور الكامل عندها نقول إن المستحيل ليس هلالياً.




http://www.alriyadh.com/2010219]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]