تقييم المدير

http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png تتميز بعض المنظمات عن غيرها بوجود سياسات وأنظمة وإجراءات واضحة، هل المدير الذي يعمل في مثل هذه المنظمات المتميزة قادر على النجاح أكثر من مدير في منظمة أخرى فقيرة في تنظيمها وأنظمتها؟ سؤال آخر: هل جميع المديرين العاملين في المنظمات المتميزة متميزون؟ إذا كانت عوامل النجاح متوفرة لكافة المديرين فما الفرق بين مدير وآخر؟
داخل أي منظمة إدارات مختلفة تعمل تحت مظلة أنظمة عامة واحدة، فما الذي يجعل إدارة أفضل من الأخرى في الأداء والانضباط والإنتاجية؟ إنه الفرق بين مدير وآخر في طريقة تطبيق الأنظمة، إنه المدير الذي يدرك أن الرضا الوظيفي ليس هو الهدف الرئيس أو الوحيد، ولكن تحقيق الأهداف بفعالية يكون صعب المنال بدون تحقيق الرضا الوظيفي. إنه المدير الذي يحقق التوازن بين أهداف الفرد وأهداف المنظمة ويتعامل مع الجميع تعاملا راقيا بصرف النظر عن العلاقة الشخصية.
المدير المطالب بتقييم أداء الموظفين هو الآخر بحاجة إلى تقييم موضوعي يستفيد منه في تطوير أدائه، هل يحظى المدير بتقييم موضوعي من الموظفين أم هي انطباعات سريعة وآراء خاضعة لمواقف شخصية محدودة؟ هل يميل غالبية الموظفين إلى انتقاد رؤسائهم لتبرير تقصيرهم؟ هل يتم تقييم المدير من قبل الموظفين وفقا لمعايير مهنية في مقدمتها تحقيق الأهداف أم وفقا لانطباعات شخصية؟
هل تطبيق الأنظمة لا يتحقق إلا بلغة قاسية؟ هل تعالج الأخطاء بانتقاد الإنسان وإهانته أم بانتقاد الأخطاء بهدف معالجتها؟ في التربية تعالج الأخطاء بانتقاد السلوك وليس انتقاد الشخص، عندما يرمي الطفل النفايات في الشارع يقال له: هذا سلوك خاطئ، ولا يقال له: أنت غبي.. نفس المبدأ في الإدارة، الفرق بين مدير وآخر هو في كيفية تقييم أداء الموظفين وأسلوب النقد والتعامل المهني الذي يحترم الإنسان ولا يتنازل عن تحقيق الأهداف ومعايير الجودة. من الناس من يحمل صفة الغباء في جيبه يوزعها على الآخرين بمعاييره الخاصة، على الموظف، على ابنه، على عامل القهوة، على السائق.. إلخ. المعايير الخاص تجعل مديرة المنزل، سيدة البيت تصف العاملة المنزلية بالغباء لمجرد أن الأخيرة لم تستوعب الطلب المرسل بلغة جديدة عليها.. المدير يكلف الموظف بعمل ليس في مجال تخصصه ثم يصفه بالغباء إذا لم يحقق العلامة الكاملة في أدائه.
هل يقبل المدير أن يختزل الموظفون تقييم أدائه بصفة (غبي) لمجرد أن يريد أن يتعلم التقنية الحديثة؟




http://www.alriyadh.com/2012615]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]