مواجهة..!

http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png ما زالت الحوارات تدور حول المواجهة بين وسائل التواصل الاجتماعي والأدب، والذي لا يمكن أن أفهمه أن يتم وضع وسائل التواصل الاجتماعي والأدب في مواجهة بعضهما البعض، هو نوع من الانقسام الذي لا يمكن تجاوزه، إنه إساءة فهم لاستخدام الأدب. إذ أن الأدب في حد ذاته وسيلة تواصل وإعلام، إنه أداة للمراسلة والتواصل والفن، وفي أغلب الأحيان يكون أداة اجتماعية، ويعتمد على التفاعل مع إنسان آخر على الأقل، يقول كيسي برينزا، عالم الاجتماع والمحاضر في النشر والوسائط الرقمية في جامعة سيتي بلندن: "جميع وسائل الإعلام هي منصات للتواصل البشري والتعبير، وبهذا المعنى فإن جميع وسائل الإعلام - بما في ذلك الأدب - اجتماعية". وعلى هذا فإن النص الأدبي نص ثقافي اجتماعي مدهش وهو "فن الزمان وليس المكان" كما يقول أنريكي أندرسون أمبرت، والكتابة لها فنياتها وجمالياتها نستطيع استيضاح الفكرة التي تأسست من أجلها، ولها قدرة على وصف المشهد الإنساني والتعبير عنه والإحساس به، وسواء كانت الكتابة تمثل مشهدًا من مشاهد الحياة أو تحكي تاريخًا ما، أو تروي علاقة البشر بعضهم ببعض، أو علاقتهم بالزمان والمكان، فإنها غالبًا تقدم شيئاً ملهماً، ولكن في عصر وسائل التواصل الاجتماعي اختلف الوضع قليلاً، فقد تحدث الروائي والمحرر غولدشتاين لوف في أول مهرجان خيالي على تويتر في مكتبة نيويورك العامة، قائلاً: "يقول الناس إن تويتر يفسد انتباه الناس، لكن ماذا لو استغللنا ذلك من خلال الخيال المتسلسل؟" حيث أقيم المهرجان الأول في مارس عام 2014، ودُعي المستخدمون لتأليف قصصهم الخاصة في تغريدات مكونة من 140 حرفاً، لقد كانت محاولة لإحياء الأدب واستكشاف إمكانات مواقع التواصل الاجتماعي لتسهيل الحوار بين الكُتاب وجمهورهم، كان الجمهور مبدعًا، سردت الأساطير اليونانية في مئة تغريدة، وكتب أحد المؤلفين مرثيات لشواهد القبور الموجودة بمساعدة مداخلات القراء، وأعيد تصور قصة شبح هنري جيمس "The Turn of the Screw" في البيت الأبيض اليوم، وبعض التغريدات مستوحاة من "الحكايات الشعبية الإيطالية" لإيتالو كالفينو. إنها محاولة لإنشاء أدب جديد بهذه الطريقة، من خلال اختزال شكسبير إلى تغريدة، الفكرة ليست التقليل من أعمال هؤلاء العظماء يقدر جذب المزيد من الأشخاص إلى هذه الفنون، ولكن السؤال: هل فعلاً يمكن أن يولد أدب جديد من خلال وسائل التواصل الاجتماعي؟.




http://www.alriyadh.com/2015592]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]