رسالة ولي العهد للمشككين

http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png أوضح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء - حفظه الله - في لقاء بقناة ديسكفري، أن "نيوم" يُعد مشروعا لإنشاء حضارة جديدة للغد، كونه يخلق طريقة جديدة لبناء المدن وطريقة جديدة لجني المال وللعيش.
تحدث سموه باستفاضة عن المشروع بأنه سيستوعب الطلب المتزايد المتوقع في المملكة، قائلا: “عدد سكان المملكة سيتضاعف من 33 مليون نسمة إلى 50 أو 55 مليونا في العام 2030، لذلك عندما نصل إلى 2030 ستصل البنية التحتية للمملكة إلى القدرة الكاملة لاستيعاب عدد السكان، وهنا يُطرح سؤال في غاية الأهمية حول أننا نريد إنشاء مدينة جديدة”.
وتابع سموه الحديث عن مشروع نيوم بقوله: “بما أن لدينا مساحة فارغة نريد إقامة مكان لـ 10 ملايين شخص، إذاً لنبدأ من الصفر، نناقش الأفكار، لماذا لا نبني دائرة، ونبدأ في وصلها بالحركة والقطارات والمركبات وكل ذلك، ثم نبدأ عملية بنائها على مراحل حتى وصولها لاستيعاب 10 ملايين شخص”. وأضاف بأنه بعد القيام بعملية عصف ذهني وإجراء المنافسات بين أفضل المصممين على سطح هذا الكوكب، الجميع قدموا مخططات لمدن مبنية على الطراز الحالي ولكن بحلول أفضل، باستثناء واحد مصمم، الذي تبنى فكرة تحويل الدائرة إلى خط، ومن هنا نشأت فكرة مشروع “ذا لاين” بتحويل المشروع من دائرة وما حولها إلى خط كان عرضها 2 كيلو متر.
وفي رده على المشككين حول إنجاز مشاريع ضخمة في السعودية، قال الأمير محمد "يمكنهم الاستمرار في التشكيك، ونحن سنستمر في إثبات أنهم على خطأ".
ولفت سموه إلى أن شمال غربي السعودية منطقة لم يتم اكتشافها بعد، وتمتلك طبيعة متنوعة بين الجبال والأودية والشواطئ والجزر والواحات، ما جعلها المكان المناسب للتزلج والغوص.
كما وكشف سموه عن تصاميم مدينة المستقبل "ذا لاين" في "نيوم" التي تتمحور حول الإنسان، وتمثل نموذجاً عالمياً رائداً يحقق الاستدامة ومثالية العيش بالتناغم مع الطبيعة، مؤكداً في ذات الوقت على أن السعودية تَسعى من خلال مشروع "نيوم" إلى صناعة حضارة جديدة للغد وتشجيع الدول الأخرى للقيام بأشياء مماثلة من أجل كوكب أفضل.
وفي مجال التنافس العالمي بالنسبة للعيش في مدينة جميلة ورائعة، كمدينة نيوم، فقد ضرب سموه الكريم مثلاً بمدينة ميامي الأمريكية، بما تمتاز به من وسائل للترفيه والرياضة بما في ذلك الثقافة ووجود محال للبيع بالتجزئة، ما يجعل كل يوم أن يكون مثيراً لينهي الإنسان عمله ويذهب للاستمتاع بيومه في نيوم، ولذلك نحن نتنافس مع ميامي في هذا المجال.
وفيما يتعلق بقدرتنا المرتبطة بتنفيذ مشروع مثل مشروع مدينة نيوم، فقد أكد سموه أننا نفكر في نوع الفرصة التي لدينا، وأن لدينا السيولة، ولدينا الأرض، ولدينا الاستقرار، ولدينا بنية تحتية جيدة، وأننا بلد ضمن مجموعة دول العشرين.
يذكر أن مدينة نيوم تقع في شمال غرب السعودية، ويمتاز مناخها بالاعتدال وتضاريسها بالتنوع، حيث تضم شواطئ مشمسة وجبالاً تكسوها الثلوج شتاءً، وستتفرّد المدينة بخلوّها من الشوارع والسيارات مما سيجعلها خالية من الانبعاثات الكربونية، حيث سَتمد المدينةَ بالكامل بطاقة متجددة بنسبة 100 %، كما ستكون 95 % من مساحة نيوم طبيعة محمية لن تُمس.
ويُعد مشروع "ذا لاين" كمدينة ثورة في الحياة الحضرية، كونها تضع الإنسان على رأس أولوياتها بمنحه تجربة معيشية حضارية غير مسبوقة على مساحة تبلغ 2000م عرضاً، و170 كلم طولاً، و500م ارتفاعاً فوق سطح البحر مع الحفاظ على الطبيعة المحيطة بها، وبذلك فهي ستعيد تعريف مفهوم التنمية الحضرية وما يجب أن تكون عليه المدن في المستقبل.
برأيي أن حديث سمو ولي العهد لقناة ديسكفري، يرسل رسالة واضحة وشفافة للعالم، وبالذات للمشككين في قدرة المملكة على تنفيذ مشاريع نوعية عملاقة ومبتكرة كمشروعي مدينة "نيوم" ومدينة "ذا لاين" أو غيرها من المشاريع، بأن المملكة قادرة على التنفيذ بما تمتلكه من أموال وقدرة فائقة على التنفيذ.
وقد لمست ذلك بحديث جانبي حظيت به مع سموه الكريم عندما تشرفت بدعوة العام الماضي لحضور مناسبة للتعريف بمشروع مدينة "ذا لاين" في نيوم، والتي شرفها سموه الكريم وكتبت عنها في حينها بالصحيفة بمقال بعنوان: "حديث جانبي مع سمو ولي العهد".




http://www.alriyadh.com/2020074]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]