علم نفس الخونة: عرب يخدمون أعداء العرب

http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png لم يكن "أبو رغال" دليل جيش أبرهة في طريقه لهدم الكعبة أول خائن عربي سجّله التاريخ المكتوب، وحتى (مؤيد الدين) بن العلقمي وحفيده نوري المالكي لن يكونا وحدهما النموذج الرديء في خيانة أمتهم وتسليم بلادهم للغرباء، إذاً ليس جديداً أن تجد كائناً عربياً في لغته وأصوله يخدم أعداء أمته بلا كلل ولا ملل، الجديد هنا هو عصر المعلومات والتوثيق الإلكتروني الذي حفظ ووثّق الأسماء والأدوار.
ولهذا نرى اليوم في عصر شبكات التواصل كيف تضجّ المنصّات الرقميّة باعتراضات واستنكارات حول هذا الإعلامي أو ذاك (المفكّر) حين يُصدر تصريحاً أو رأياً يهوّن فيه من شأن أمّته ومقدراتها لحساب الغريب الخصم، وترد هنا أسماء لمشهورين مثل: النفيسي، وعطوان، والحامدي، وبعض رموز الجماعات السياسيّة التي هي أصلاً وفكرة وُلدت لتمرير المشروعات ومشاغلة العقل العربي، وذرّ الملح على الجراح كلما بدأت في الالتئام والتعافي.
والخيانة في تاريخ أمّة العرب لا ترتبط بأشخاص بل هناك جماعات وتنظيمات وحتى دول صغيرة (من عصر ملوك الطوائف حتى اليوم) لا تجد في جعبتها غير الخيانة والتآمر مع الأجنبي، وعلى الرغم من التشويش الإعلامي باسم الفكر والحريات إلّا أن هؤلاء الخونة تترصّدهم الأجيال الجديدة التي لم تتلوّث عقولها.
والسؤال هنا: لماذا يخون الشخص وطنه وأمّته؟ هناك من يبرّر خيانته باسم الظلم وطلب العدالة، وقد يكون محقاً في مظلمته ولكنّه يتخبّط حين يسوق تبريرات الخيانة وهو موقن أنّ صفة الخائن ستظلّ التعريف الوافي لنشاطه في حياته وبعد مماته. والسؤال هنا كيف يبرّر من جنّد نفسه لخدمة خصوم أمته، وتوسيع الشقوق في جدار مجتمعه معالجة مشكلته بكارثة الخيانة؟ والشواهد كثيرة.
وهناك من الخونة من تقوده معتقداته الأيديولوجيّة والسياسيّة إلى بئر الخيانة، فينساق وراء التبريرات المتخاذلة حتى يفقد كل شيء. أمّا الأرخص من بين زمرة الخونة فهو ذاك الذي يقوده الطمع والمكاسب الشخصيّة للخيانة فتجده أجيراً يُصدر منشوراً أو قناة فضائيّة أو منصّة إلكترونيّة كلّ محتوها في خدمة خصوم وطنه وأمّته، وبطبيعة الحال هناك الخائن المعتلّ نفسيّاً بحسب توصيف سيكولوجيّة الخيانة، ويحدّد الطبيب النفسي الأميركي ديفيد تشارني الذي شارك في تقرير لصالح وكالة المخابرات المركزيّة سمات الشخصيّة التي "لديها القابليّة" لخيانة وطنها فيمن يعانون صدمة التعلّق Attachment trauma (تمزّق عمليّة الترابط بين الطفل وبيئة التنشئة)، ونتاج الأسرة المحطمة، ومن يتّسمون باليأس، والاندفاع، والاعتلال الاجتماعي، والنرجسيّة.
مسارات..
قال ومضى:
يكفي عقاباً لصاحب الخيانة.. أنّه يقتات صباح مساء على المهانة.




http://www.alriyadh.com/2022751]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]