-
الأسبرتام وعصر الدجاج
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png مازال الجدل العالمي في المجالات الصحية محتدماً، فيما يتعلق بالمُحلّي الصناعي، بديل السكر، الذي تمت الموافقة على استخدامه سنة 1974م من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، مع وضع حد معين لتناوله بشكل يومي، وبجرعة تبلغ 50 ملليغرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم في بداية استخدامه، وفي سنة 1981م خضع الأسبرتام لتقييم جديد من قبل خبراء الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، حيث أوصت لجنة طبية متخصصة بخفض حد التناول اليومي إلى 40 ملليغرام لكل كيلو غرام من جسم الإنسان البالغ.
وفي سنة 2023م بعد مرور هذا الوقت الطويل، ومن زيادة الأبحاث المتخصصة، والاهتمام العالمي بالحد من انتشار السرطان، فمن خلال نتائج التقييمات التي توصلت إليها اللجان المعنية انضم الأسبرتام إلى فئة تضم أكثر من 300 عامل محتمل يتسبب في مرض السرطان، ورغم إدراج المُحلّي الصناعي على القائمة المحظورة، إلا أن إرشادات منظمة الصحة العالمية لاستخدامه لم تتغير، باعتباره بديلاً للسكر -حسب وصف منظمة الصحة العالمية وخبراء متخصصين في هذا المجال- ولكن مع الوضع في الاعتبار استخدام الجرعات، بشكل دقيق أشبه بجرعات الدواء؛ لتفادي الخطورة على الصحة، على الرغم من مراجعة وكالة مكافحة السرطان، ومقرها مدينة ليون الفرنسية، مخاطر السرطان المحتملة بشكل دوري ولكنها لا تحدد في تقييماتها مدى احتمالية أن يكون الأسبرتام -في حد ذاته- هو المسبب للإصابة بالسرطان فعلياً، إلا في حالة الإفراط في تناوله.
المثير للجدل أن وكالة مكافحة السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية قالت إن مادة الأسبرتام المُحلية -الموجودة في مشروبات الصودا منخفضة السعرات الحرارية وعدد لا يحصى من الأطعمة الأخرى- مازالت من مسببات مرض السرطان.
والسؤال المهم، هل يتم تناول الأسبرتام أم لا؟ والإجابة، كما أكدت الدراسات أن الإفراط في تناوله سيكون عاملاً مؤثراً على الصحة العامة، ومن ثم يجب الالتزام بالجرعات التي تماثل جرعات العلاج في دقتها.
نعرف جميعاً العصر الحجري الذي ظهرت فيه الحضارات الإنسانية، كما شهد العديد من التغيرات، منها التغيّرات المناخيّة التي أثّرت على الثقافة الإنسانيّة، ومن أهم الأحداث التاريخيّة التي شهدها العصر الحجري، ظهور الإنسان في أفريقيا الشرقيّة، وصناعة الأدوات الحجريّة، وتحكّم الإنسان بالنار، وتغير نمط الحياة باللجوء إلى الصيد والترحال من مكان لآخر.
أما العصر البرونزي (Bronze Age) فيمثل الفترة التي بدأ فيها استخدام الفلزات لأول مرة، والمرحلة الثالثة من تطور الثقافة المادية في حياة الشعوب القديمة في كلٍ من أوروبا وآسيا والشرق الأوسط.
وفي هذا الجزء نتناول المصطلح الذي يكثر استعماله بين العلماء الجيولوجيين، وهو عصر الدجاج!، بالطبع يدعو للدهشة، ولماذا يطلق علماء الجيولوجيا على عصرنا الحالي الذي نعيشه مسمى عصر الدجاجة أو عصر الدجاج؟، ففي الماضي كان هناك العصر الحجري أو العصر البرونزي، وذلك تلخيصاً للحالة التي كانت عليه تلك العصور، وهذا ينسحب على عالمنا، حيث يرى علماء الجيولوجيا أن دول العالم مجتمعة بتعداد يقترب من ثمانية مليارات إنسان، يعيش معه على هذا الكوكب ما يقترب من 40 مليار دجاجة، بمعنى أن عدد الدجاج يعادل تقريباً خمسة أضعاف الكتلة لبشرية، من هنا يرى الجيولوجيون أنه إذا أراد العلماء أن يبحثوا عن الحقبة الزمنية التي نعيشها سيجدونها -بلا ريب- في عظام الدجاج الذي يحتل العالم، كان الشيء الصادم أن الدجاج -حسب رأي العلماء- هو الذي يحمل سمات تلك الحقبة الزمنية وأزماتها، وأكثر ما يعكس تأثير الإنسان في طبيعته، بدءاً من جسيمات البلاستيك الدقيقة التي تنتشر في كل مكان من كوكب الأرض، إضافة لانتشار ثاني أكسيد الكربون والكيماويات السامة على الكوكب.
إننا في عصر الأسبرتام الذي يحذرون منه تارة ويسمحون بتناوله تارة أخرى، مع وضع محاذير معينة، نحن في عصر الدجاج الذي حيّر العالم، ونختم بسؤال سطحي، متى تنخفض أسعار الدجاج؟
http://www.alriyadh.com/2024702]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]