الرعاية الصحية.. نجاحات وفرص

http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png أي القطاعات الاقتصادية يحمل فرصاً واعدة سواء على مستوى توسّع المشاريع وانتشارها المناطقي أو على مستوى توفر فرصٍ تتجاوز عشرة آلاف وظيفة للمواطنين المؤهلين خلال عامين فقط؟ إنه بلا منازع قطاع الرعاية الصحية.
لقد عملت في القطاع الصحي لنحو عقدين من الزمن، نصفها في القطاع الصحي الخاص ونصفها في مؤسسة حكومية، وأستطيع القول إنه خلال السنوات القليلة الماضية يمكن ملاحظة سعي منهجي وحثيث نحو نهوض مؤسسي ومستدام للقطاع الصحي، بهدف تعزيز الصحة العامة والوقاية من الأمراض، وتحسين الخدمات المقدمة للحفاظ على صحة الفرد والمجتمع، وفقاً لمستهدفات رؤية السعودية 2030.
قادت وزارة الصحة خلال السنوات الماضية مبادرات ومشاريع لتطوير مكونات المنظومة الصحية، عبر تحديث التنظيمات والتشريعات، وتطبيق الأنظمة الرقابية، وتأسيس الهيئات والمراكز المتخصصة، مما يعزز رفع جاذبية الاستثمار في القطاع، ودعم السياحة العلاجية، ورفع كفاءة التأمين، والأهم التركيز على تطوير الخبرات المحلية الشابة، لتمكينها من تبني الوظائف التي تتطلب مهارات وكفاءات عالية في التخصصات الطبية المختلفة، تواكب ذلك مع تبني أحدث الممارسات العالمية في مجال الصحة، من خلال تعزيز حجم التعاون مع المنظمات العالمية، والاستعانة بالخبرات الأجنبية ذات الكفاءة.
أحد أهم المؤشرات لتطوّر منظومة الرعاية الصحية خلال السنوات القليلة الماضية هو مؤشر "سهولة الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية"، حيث ارتفعت نسبة الاستشارات المتخصصة في المرافق المختلفة من 34 % إلى 84 %، خاصة بعد تضمين المجتمعات الريفية والحضرية في الحصول على خدمات الرعاية الصحية، كذلك العمل على الانتقال إلى نموذج يركز على المريض، والتحوّل لضمان مخرجات ملائمة للمستفيدين.
ولأن الاقتصاد هو عصب الحياة وشريان المستقبل، تستهدف رؤية السعودية 2030 رفع نسبة المحتوى المحلي للقطاعات غير النفطية، ويأتي على رأسها قطاع الرعاية الصحية، الذي يُعد -عالمياً- من القطاعات ذات العائد الاقتصادي المرتفع، وذات المزايا الاستثمارية الجاذبة، وهو ما شهدناه من تضاعف إنشاء المستشفيات الأهلية ومصانع الأدوية والمستلزمات الطبية، وتوسّع التعليم الجامعي للتخصصات الصحية، لذا من الضروري استكمال إجراءات تشجيع الاستثمار في قطاع الرعاية الصحية، من خلال تحسين البيئة الاستثمارية، واختزال المتطلبات وأتمتة الإجراءات، والأهم تعزيز شراكة مستدامة مع القطاع الصحي الخاص، حتى تزيد رقعة إتاحة الرعاية الصحية وجودتها لجميع سكان المملكة من مواطنين ومقيمين.
واليوم سواءً كنت مستثمراً، أو ممارساً صحياً، أو لاتزال طالباً في كلية صحية؛ احرص على حجز مقعدك مبكراً في تسارع توسع منظومة الرعاية الصحية، فالفرصة لا تزال متاحة، والمستقبل مشرق و"صحي".




http://www.alriyadh.com/2037986]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]