وجوه غير الوجوه

http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png قبل سنوات كنت أحتفظ بانطباع جيد عن أحد زملاء العمل، كان غاية في الأدب والاحترام والتقدير، في المقابل كان زملاؤه القريبون دائمي الشكوى والتذمر منه، لم أعبـأ بكلامهم فالإنسان له ما يرى لا ما يسمع إلى أن جمعني به عمل مشترك يتطلب إنجازه وقتاً محدداً، وهنا بدأت تتشكل صورة أخرى، تم نزع القناع بنجاح، فالرجل غير الرجل الذي ألفته، بدا صعب المراس معتزاً برأيه لا يمكن إقناعه ويأخذ اختلافات وجهات النظر على نحو شخصي.
من هنا فالزميل الذي لا تربطك به مهام مشتركة لا يمكنك الحكم عليه، وهو في كل الأحوال ليس ذلك الموظف الوديع الذي أُسندت له مهام أكبر من تلك التي كان يمارسها، أو الموظف الذي تدرّج إلى أن أصبح مديراً.
يتنوع الموظفون بتنوع تجاربهم وشخصياتهم، فهناك الانتهازي الذي يستغل المواقف لصالحه ولا يلتزم بأخلاقيات المهنة، وفيهم المغرور الذي يعتقد أنه أفضل من زملائه ويظهر دوماً متباهياً ومتغطرساً، وأكثر من يمكن أن تعاني منه في بيئة العمل الشخص الكسول؛ فهو يميل إلى تأخير المهام أو تجاهلها، ويُبدي تبرماً من أي أعباء إضافية بل يقف عائقاً أمام تحقيق الأهداف لبناء بيئة عمل صحية وإنتاجية.
من المهم أن تتذكر أن كل شخص مختلف عن الآخر، وأن هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تؤثر على سلوك الشخص في العمل، ومن خلال فهم أنواع زملاء العمل وكيفية التعامل معهم، يمكنك إنشاء بيئة عمل إيجابية وتعاونية للظفر بالنموذج المشرق الذي يبث كل صباح روحاً تشع محبة وإخاء، والابتعاد عمّن وصفه الشاعر بقوله: "بعض البشر ودك حدود المعرفة معهم سلام".




http://www.alriyadh.com/2038025]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]