-
^^ جرس إنذار ^^
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
هاهي السيارات واقفة على جنبات الطريق ¡ جموع من الناس تهرع إلى حافة الطريق هناك ¡ تجمّع كبير ¡ أصوات باكية ¡ ووجوه يعلوها الاستغراب ¡ ضجيج يتجاوز زجاج سيارتي ¡ توقّف السير ¡ زاد الزحام ¡ لم أجد بُدّاً من النزول ¡ أوقفت سيارتي ¡ انطلقت هناك حيث يجتمع الناس ¡ مشهد غريب ¡ ومنظر محزن ¡ وموقف مهول ¡ سيارة مبعثرة من أثر حادث ¡ تشتعل بها النيران ¡ ثلاثة من الشباب داخل السيارة ¡ اثنان تجاوز لهب النار منهما معقد الإزار ¡ والثالث يلفظ أنفاسه ¡ دماء تتصبب ¡ وحريق يتأجج ¡ وبكاء وعويل ¡ الغريب في الأمر أن صوتاً نشازاً ينبعث من تلك السيارة . صوت غناء يدوّي في آذان الحاضرين ¡ حاول أحد الحاضرين أن يوقف هذا الصوت لكن دون فائدة ¡ فقد حال بينهم وبينه لهب النار المتطاير هناك . وبعد زمن من المحاولة وقفت تلك النار المشتعلة ¡ وتوقّف ذلك الصوت النشاز ¡ التف الناس حول أولئك الشباب ¡ اثنان منهما غادرا الحياة ولم تُبْق فيهم النار شيئاً يذكر ¡ أما الثالث فلا زال ينبض بالحياة ¡ غير أنه في حال بشعه ¡ يلفظ أنفاسه الأخيرة ¡ ويختم آخر حياته بصوت الغناء ¡ يردده ويودّع به هذه الحياة ¡ قيل له : قل لا إله إلا الله ! كُرّر عليه الطلب ¡ تجمّع الناس حوله ¡ ارتفعت الأصوات تنادي بأن يختم حياته بكلمة التوحيد ¡ فلم يكن شيئاً من ذلك ¡ لفظ آخر أنفاسه بذلك الصوت ¡ ورحل وهو يردد صوت الغناء الذي ينبعث من سيارته ¡ وكانت نهايته على تلك الحال ¡ غُسّل أولئك الشباب ¡ وواراهم الناس تراب المقابر ¡ ولا زال صدى صوت ذلك الغناء في آذان الحاضرين ¡ وفي زحمة العزاء راع الناس صوت أخاه وهو يبكي فقده ¡ ويتحسّر على فواته ¡ ويبكي لمأساته ¡ وكأن صورة النهاية تعرض على ذاكرته فيهيَّج بكاؤه . هذه قصة حقيقية وقعت لهؤلاء الشباب ¡ وهي قصة تحكي سوء خاتمتهم عافانا الله وإياكم ¡ كيف لا ¡ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : من مات على شيء بعثه الله عليه .
أخي الحبيب : إن الغناء أصله مرض شهوة تنتاب القلوب ¡ فيسقيها الغناء بمائه الآسن حتى يروّي عروقها بالمرض فينسى مع ذلك معالم الحياة الكريمة . ويعيش ألم جحيم المعصية ¡ ويستمر صدى الجحيم حتى يرحل من هذه الحياة وهو يئن من أثر وعواقب ذلك المرض المشين .
أخي الحبيب : لقد جاء التحذير من الغناء في كتاب الله تعالى في أكثر من آية ¡ قال الله تعالى : ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزواً أولئك لهم عذاب مهين ) وقد فسر هذه الآية بالغناء حبر الأمة ابن عباس ¡ وابن مسعود ¡ ومجاهد ¡ وعلى ذلك أكثر المفسرين . وهو المراد في قول الله تعالى : ( واستفزز من استطعت منهم بصوتك ) وفي البخاري معلقاً بصيغة الجزم من حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف . وفي حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم : يكون في أمتي خسف وقذف ومسخ ¡ قيل يارسول الله متى ¿ قال : إذا ظهرت المعازف والقينات واستحلت الخمرة . وجماهير أهل العلم رحمهم الله تعالى على تحريم سماعه . قال ابن القيم رحمه الله تعالى : ولا ينبغي لمن شم رائحة العلم أن يتوقف في تحريم ذلك فأقل ما فيه أنه من شعار الفسّاق وشاربي الخمور . اهـ
أخي الحبيب : الغناء عافانا الله وإياك سبب من أسباب سوء الخاتمة ¡ ودليل ذلك تلك القصص التي ترويها الأحداث في طيات الأيام ¡ فتكتب بها معالم من معالم الحسرة والشقوة في حياة من شهدها . وكم هم أولئك الذين عكفوا على سماعه ¿ وأدمنوا ذلك في حياتهم اليومية ¿ فكان بلاؤهم أن استحوذ عليهم حتى رحلوا وهم يرددونه ¡ وسيبعثون يوم القيامة على ما ماتوا عليه ¡ فيالله أي نهاية تلك التي رحلوا بها ¿ وأي خسارة تلك التي يعيشونها هناك ¿ وصدق ابن القيم حين قال : ومن عقوبات المعاصي : أنها تخون العبد أحوج ما يكون إلى نفسه ... وثمّ أمر أخوف من ذلك وأدهى منه وأمرّ وهو أن يخونه قلبه ولسانه عند الاحتضار والانتقال إلى الله ¡ فربما تعذّر عليه النطق بالشهادة ¡ قيل لبعضهم : قل لا إله إلا الله ! فجعل يهذي بالغناء حتى قضى . اهـ .
أخي الحبيب : إن الفرص تمر في حياة الإنسان كثيراً ¡ والعاقل الحصيف من انتبه لها وتشبّث بها ¡ وعاشها على أنها فرصة العمر الوحيدة في حياته . وأكتب لك اليوم هذه الرسالة وأنت تعيش أعظم فرصة في حياتك ¡ فرصة شهودك لشهر رمضان الكريم جعلني الله وإياك ممن عمره بطاعة الله ورضوانه .
أخي الحبيب : هاهو رمضان يلقاك بعد أن حرم منه غيرك ¡ تشهد نهاره بسمته ¡ وليله بنسماته وآخران من أهلك وصحبك يلقيانه غير لقائك ¡ أما الأول فمريض مقعد لا يعرف من رمضان إلا أهازيج الناس لكنه لا يملك التعبير عن فرحته معهم . وأما الثاني فقد واراه التراب ¡ وهو في طيات الحفر يتمنى لقاءه . قد حيل بينه وبين أمنياتك ¡ فيالله كم بين هذه المشاهد من أحوال وذكريات .
أخي الحبيب : إن سماع الغناء ذلة ومقت بإمكانك أن تستبدل ذلك بعز ورفعه ¡ وحقارة ودناءة بإمكانك أن تجعلها إباء ومنعه ¡ ومرض وشهوة ¡ وخيارك بيدك أن تحولها إلى عفة وصحة . كل ذلك يمكن أن يكون حين يحل القرآن كتاب الله تعالى محل الغناء رقية الزنا عافانا الله وإياك .
أخي الحبيب : الأمر أيسر مما تصوّر ¡ وليس بينك وبين السعادة إلا قرار صادق ¡ وعزيمة جادة ¡ وهمة تتحطّم عليها ذلة الشهوات ¡ وحين تكون كذلك سيكون رمضان في حقك هذا العام رمضان الانتصارات .
أخي الحبيب : هيا ¡ ضع يدك في يدي ¡ هيا قم إلى المعالي ¡ هيا نصعد جبال العز ¡ هيا نكتب حياتنا بوحي القرآن ¡ هيا نسير في ركب الأشعري أبي موسى وقد سرى ليلة كأنما أوتي مزماراً من مزامير آل داود ¡ هيا نعيش على القرآن في نسمات الليل ¡ هيا نصدح بقرارنا في التنازل عن الشهوة ¡ والصبر عن المعصية ¡ ونعلنها مدوية أمام كل الأصدقاء ¡ هيا نقول لهم كفى إتباع للشيطان .
أخي الحبيب : هذه رسالتي بين يديك ¡ لا أطلب فيها سوى عزك ¡ ومجدك ¡ أريدك أن تسايرني في طريق المعالي ¡ أريدك رفيقاً صادقاً ¡ أريدك صاحب قرار ¡ فهل تجسر على مرافقتي ¿ دعني أقول لك : فكّر في رضاء ربك ورضاء الشيطان . فكّر وقارن أي الطريقين أسعد لك . تأمّل قبل أن تتخذ قرارك كم هو حب الله لك حين تختار طريق التوبة ¿ تحدث عن نفسك وأنت أسير أغنية ماجنة ¡ يروّج لها عدوك ¡ وتحدّث عن نفسك وأنت عبداً لخالقك ¡ وشيخاً عزيزاً بطاعتك . وحين تختار طريق العبودية أرجوك أن تهاتفني ¡ تدري لماذا ¿ أريد أن أحتفل معك ¡ أريد أن ابتهج بك ¡ أريدك أن ترافقني إلى عالم السعادة . أريد رجلاً مثلك قرّر بمفرده أن يكون عابداً ربانياً . أرجوك ألا تحرمني رؤيتك . أرجوك ألا تبخل علىّ بصوت توبتك . وأنا على انتظار رنين هاتفك
منقول
-
رد: ^^ جرس إنذار ^^
اثابك الباري اخ تشيكو خير الجزاء على نقلك للموضوع
نسأل الله ان يتوب علينا ويغفر لنا وللجميع المسلمين
يعطيك العافيه
تحيتي
-
رد: ^^ جرس إنذار ^^
تشيكو
جزيت خير الجزاء اخوي
والله لا يحرمنا جديدك المتميز
وتقبل خالص ودي
المهاجر
-
رد: ^^ جرس إنذار ^^
الوفاء والمهاجر
جزاكم الله كل خير عالاهتمام والمرور
واعاننا الله وإياكم على فعل كل خير