ماذا يصنع وزير الخدمة المدنية¿

http://www.qatarat.com/ وزارة الخدمة المدنية من أكثر الوزارات تخصصاً في الدولة لكنها في المقابل من أكثرها تشعباً. فالوزارة تمثل عصب الدولة من حيث توفير الكفاءات والقيادات على جميع المستويات تقريباً¡ فهي بذلك تدخل في خطة كل جهة حكومية مهما كبرت أو صغرت. وعند الحديث عن الجهة التي تمتلك أكثر عدد من أصحاب المصلحة فلن تجد مثل وزارة الخدمة المدنية سوى وزارة المالية. فوزارة الخدمة المدنية هي الجهة المسؤولة عن خدمة مليون ونصف المليون موظف حكومي. بمعنى آخر¡ أن أصحاب المصلحة التي تخدمهم الوزارة يمثلون عشرة أضعاف موظفي أرامكو وسابك وقطاع الاتصالات بشركاته الثلاث مجتمعة. أمام هذا التحدي الكبير ماذا يصنع وزير الخدمة المدنية اليوم¿
اطلعت مؤخراً على تصريحات وزير الخدمة المدنية سليمان الحمدان¡ ولفت نظري تركيزه على مفهوم الشراكة مع الجهات الحكومية¡ مما يدل على وعي جديد بطبيعة التحدي. ومع علمي أن الحديث للصحافة شيء وواقع الأمر شيء آخر¡ إلا أن العلم بمنطلقات الوزارة وتوجهاتها نحو عقد شراكة مع الجهات الحكومية يعني أن المنهجية المتبعة تسير في الاتجاه الصحيح. لكن ما مفهوم الشراكة التي ستعتمده الوزارة وماذا يترتب على الوزارة داخلياً من تحولات لإنجاح هذه الشراكة¿ إن مفهوم إدارة شركاء المصلحة ومفاهيم إدارة علاقات العملاء ستكون في صلب ما تحتاج الوزارة إلى ترسيخه في ثقافتها الجديدة. لكن تحدي إدارة المصلحة لا يقف عند المفاهيم كما هو معلوم لكنه يستقر دائماً كغيره عند جودة التطبيق. فمن تحديات إدارة الشركاء فهم توجهاتهم وأهدافهم على الوجه الصحيح. وفي منظومة مكونة من أكثر من مليون موظف لا بد أن تكون مستمعاً جيداً.
بعد متابعتي للأخبار الصادرة من وزارة الخدمة المدنية محاولة في فهم استراتيجيتها¡ وجدت أن الوزارة ستعتمد لا مركزية التوظيف للأعمال غير القيادية. حيث إن الوزارة حسب نظامها المتبع لسنوات¡ تشرف على اختيار الموظفين إشرافاً مباشراً في جميع القطاعات ذات العلاقة. ما تنوي الوزارة فعله اليوم هو تقليص دورها الإشرافي المباشر ليكون دورها رقابياً¡ وفي ذلك تمكين للجهات ذات العلاقة وتخفيف للعمل التنفيذي المباشر الذي تتولاه. وإن كانت ستتقلص بعض الأعمال التنفيذية للوزارة لكن أعباء الوزارة ليست مرشحة للتقلص في نظري بل مرشحة للتعمق والتنوع.
سيمر التحول الكبير الذي يقوده الوزير بمراحل من رسم المسار والتنفيذ وإعادة رسم المسار مع مواصلة التنفيذ. لكن في كل هذه المسيرة التي ستتحرك فيها الوزارة لا بد أن تتعمق الشراكة ليس في الخدمات فقط¡ بل في اتخاذ القرار مع القيادات الأخرى على المستوى الاستراتيجي. إن مفهوم الشراكة الذي تتبناه الوزارة اليوم محور أساسي في رؤية 2030¡ وهو المحور الأكثر صعوبة في واقع الأمر.
وللحديث بقية..




http://www.alriyadh.com/1660965]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]