علم اجتماع العالم الافتراضي

http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png في محاضرة له على خشبة منصة TED¡ قدم الطبيب وعالم الاجتماع الأميركي نيكولاس كريغتاكس عرضًا مهمًا عن العلاقات البشرية وتأثير الشبكات الاجتماعية في السلوك الإنسانيº تحدث نيكولاس عن تجربة خاضها في أحد المستشفيات بغرض التعرف أكثر على أثر هذه العلاقاتº حيث درس في فترة ما تجارب الأشخاص الذين أزف رحيلهم من الحياة. يقول إنه لاحظ وجود سيدة تعاني الخرف¡ كانت ابنتها تعتني بها¡ واستشف من تلك الفتاة مقدار المعاناة التي تعيشها بسبب العناية بوالدتها¡ لاحظ أيضًا أن الأب كان مكتئبًا من معاناة ابنته التي تعتني بوالدتها¡ ثم مصادفة اكتشف أن صديق الأب يشتكي من اكتئاب صديقه بسبب ما تمر به الأسرة.
هذه السلسلة من التداعيات قادت نيكولاس للبحث أكثر في مدى امتداد التأثير عبر سلسلة العلاقات الإنسانية¡ فقرر أن يجربها على نمط مختلفº حيث شرع في دراسة اجتماعية تستهدف تأثير زيادة وزن أحد الأشخاص في الدائرة المحيطة به¡ واكتشف من خلالها أن أسلوب حياة شخص ما¡ يؤثر في دوائر واسعة من معارفه. وبحسب هذه الدراسة التي أجراها فقد وجد مثلاً أن أصدقاء الشخص البدين ترتفع لديهم قابلية أن يصبحوا بدناء بنسبة 45%¡ المدهش في الأمر أنه عندما تكون صديقًا لصديق شخص بدين¡ فإن نسبة إمكانية زيادة وزنك ترتفع بمعدل 25%¡ ولا يقتصر الأمر على الدائرة الثانية من الأصدقاء¡ بل تتجاوزها إلى الدائرة الثالثة¡ وهي أن (صديق¡ صديق¡ صديق) الشخص البدين ترتفع نسبة فرصة زيادة وزنه إلى 10% مقارنة بالشخص الذي لا يوجد في دائرته أصدقاء بدناء.
وبطبيعة الحال¡ فإن هذه الاحتماليات تخضع لعوامل متعددة¡ لكن المذهل فيها هو الأثر الخفي الذي يمتد ويتجاوز المدى الضيق إلى مساحات أوسع¡ وإذا كانت هذه الدراسة أجريت على مستوى العلاقات المحسوسة التقليديةº فلك أن تتخيل عظم أثرها في عالم علاقات العالم الافتراضي والشبكات الواسعة والمعقدة والمتداخلة من التواصل الإنساني.
يقول د. نيكولاس إن هذا النمط لا يقتصر على الإصابة بالبدانةº إذ تعد هذه الدراسة مجرد وسيلة للقياس¡ ويتعاظم التأثير في بعض الجوانب التي لا تتطلب وقتًا طويلاً ليظهر أثرها¡ فمخرجات هذه الدراسة تنطبق أيضًا على امتدادات الغضب والفرح والحزن¡ وتتمظهر في جوانب جمعية أوسع¡ كالتصويت في الانتخابات¡ والمظاهرات¡ والتسويق¡ والتأثير في الرأي العام¡ وغيرها.
يختم د. نيكولاس خطابه بقوله: "إذا كنا نعرف الآن حجم هذا التأثير وقوته الهائلة¡ فعلينا أن نستغله بشكل كبير في نشر قيم الخير والمحبة والعطاء والإيجابية والأفكار الملهمة".




http://www.alriyadh.com/1792452]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]