النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: حوار مع ابن عمران حول السلطان ( حوار شيق )

  1. #1
    مشارك جديد الصورة الرمزية عبد المالك
    تاريخ التسجيل
    May 2004
    الدولة
    الجزائر
    العمر
    41
    المشاركات
    37
    معدل تقييم المستوى
    0

    حوار مع ابن عمران حول السلطان ( حوار شيق )

    بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد أحببت اليوم أن أنقل لكم شيئ من المقامات السلطانية مستعينا بالله تحت عنوان: حوار مع ابن عمران حول السلطان نبدأ إن شاء الله .
    قال عليُّ بن عمران : اعلموا أن السلطان ¡ ظل الله في الأوطان ¡بهيبته تحفظ البلاد وتسعد العباد ¡ وبعدله تأمن الآفاق ¡ وتقام الأسواق ¡ وبسيفه تنصر الملّة ¡ وترفع الذلّة .
    أما الظلوم الغشوم ¡ فمجده مهدوم ¡ وسيفه مثلوم ¡ وجنده مهزوم . اسمعوا ابن خلدون ¡ لعلكم تعتبرون . إن السلطان إذا عدل ¡ شفيت بعدله العلل ¡ وزال الخلل ¡ وذهب الزلل ¡ ونصر الله دولته بين الدول . أما إذا السلطان جار ¡ ألزمه الله الصغار ¡ وألبسه العار ¡ وسلط عليه الدمار ¡ وجعل مصيره النار .

    قلنا يا ابن عمران : وكيف يكون العلماء مع السلطان ¿
    قال : لا تقابل السلطان بالقوة ¡ فيلقيك في هوّة ¡ وكما قالت العرب في الكتب : لا تمازح الأسد ¡ فإنه أبو لبد . فالعالم لا يخالط السلطان حتى كأنه حاجب ¡ أو كاتب ¡ أو حاسب ¡ لأن الصاحب ساحب ¡ بل ينصحه من بعيد ¡ ويزوره كل عيد ¡ويدعو له بالتسديد . ولا ينصحه أمام العوام ¡ لأنهم هوام ¡ أصحاب طوام ¡ بل يداريه ولا يماريه¡ وينكر عليه ولا يجاريه . ويكلمه كلاما بيِّنا ¡ ويقول له : قولا ليِّنا .
    قلنا : فإن أعطاه السلطان مالا ¡ وقال يأخذه حلالا ¡ ويصلح به حالا .
    قال : إن كان هذا المال ليشتري به دينه ¡ من أجل أن يذله ويهينه ¡ فالمنيّة ولا الدنية ¡ وركوب الجنائز ¡ ولا قبول الجوائز . وإن كان هذا العطاء من بيت المال بلا سؤال ¡ ولا مكر واحتيال ¡ فرزق ساقه الله إليك ¡ سواء كان بنقد أو بشيك ¡ فهو لك لا عليك .

    قلت : فما رأيك في الخروج على السلطان ¿
    قال : لا تفعل إلا إذا رأيت كفراً عندك فيه من الله برهان .
    قلت : فإن حرمني وشتمني وظلمني ¿
    قال : حسيبك الملك الديان ¡ يوم يوضع الميزان ¡ ويظهر البهتان .
    قلت : فماذا يجعل السلطان من الصلحاء ويحمله على نهج الخلفاء الأوفياء ¿
    قال : إذا شاور العلماء ¡ وخالف السفهاء ¡ وجالس الحكماء ¡ وصاحب الحلماء .
    قلت : يا ابن عمران فماذا يفسد السلطان ¿
    قال : الاشتغال عن الرعية ¡ والجور في القضية ¡ وعدم الحكم بالسويّة .
    قلت : فماذا يلزم السلطان حتى يعان ¿
    قال : تنفيذ الحدود ¡ وتقوية الجنود ¡ والوفاء بالوعود ¡ والالتزام بالعهود ¡ وإكرام الوفود .
    قلت : فماذا يجب للسلطان على الرعية ¡ من الواجبات الشرعية ¡ والحقوق المرعية ¿
    قال : الدعاء له بظهر الغيب ¡ ولا ينشر ما فيه من عيب ¡ وطاعته إلا في الحرام ¡ والنصح له في توقير واحترام .
    قلت : أخبرنا بما في سيرة الحكام من العبر ¡ وما ورد فيها من أثر ¡ فإن الله ينفع بالسير ¿
    قال : انظروا ما ذكره الله في القرآن ¡ وما سطره في التأريخ والأعيان .
    قلت : لماذا فسد الحجّـاج ¡ ووثب على الأمة وهاج ¿
    قال : الرجل بالله مغرور ¡ غره المدح والظهور ¡ فأخذ يظلم ويجور .
    قلت : فمن جُلاسـه ¿
    قال : هم ما بين عامّي عري عن العلم ¡ محروم من الفهم ¡ أو فاجر مات قلبه ¡ وتبلد لبه .
    قلت : ولماذا فسد الخليفة الأمين ¿
    قال : أقبل على اللعب ¡ واشتغل بالطرب ¡ وأهان أهل الحسب ¡ وقرب الوشب .
    قلت : فلماذا أيد الله عمر بن عبد العزيز ¡ وجعله في حرز حريز ¿
    قال : الرجل اتقى ربه ¡ وخاف ذنبه ¡ وأصلح ما بينه وبين الديان ¡ فعمّر الله به البلدان . ركب سفينة السنة ¡ فأوصلته الجنة .
    قلت : فأخبرنا بصفات تصلح السلطان ¡ وتوصله الرضوان ¿
    قال : عليه بصدق الصدِّيق ¡ وعدل الفاروق ¡ وسخاء عثمان ¡ وشجاعة عليّ إذا التقى الجمعان .
    قلت : فمن أحق الناس بإكرام السلطان ¿
    قال : عالم عامل ¡ وعابد فاضل ¡ وشيخ كبير ذابل .
    قلت : فمن أحق الناس بعقوبة السلطان ¿
    قال : السفهاء ¡ الذين يحتقرون العلماء ¡ والمجاهرون بالمعاصي صباحاً مساء . ومن يأخذ حقوق العباد بالاعتداء .
    قلت : فلماذا أحب الناس الخلفاء الراشدين ¿
    قال : لأنهم كانوا صادقين ¡ وبربهم واثقين ¡ وبرعيتهم رفيقين .
    قلت : فلماذا سقطت الدولة الأموية ¡ وقد كانت قوية ¿
    قال : أخّر القوم الصلاة ¡ وأكرموا العصاة ¡ وجاروا في الأحكام ¡ فانقلبت بهم الأيام .
    قلت : فلماذا سقط بنو العباس ¡ وقد كانوا أهل نجدة وبأس ¿
    قال : هجر القوم المثاني ¡ واشتغلوا بالأغاني ¡ وملأوا القصور بالغواني ¡ وغرتهم الأماني .
    قلت : فلماذا سقطت الدولة العثمانية ¿
    قال : قربوا الصوفية ¡ وحاربوا الدعوة السلفية ¡ وأهانوا الرعية ¡ واشتغلوا بالملذات الدنيوية ¡ وأهملوا الشعائر الدينية .
    قلت : فما معنى كلام ابن تيمية : إن الله ينصر الدولة الكافرة ¡ إذا كانت عادلة ويمحق الدولة المسلمة ¡ إذا كانت ظالمة ¿
    قال : هذا كلام صحيح ¡ وفهم مليح . فالدول إذا عدلت قرّت ¡ واستقرت ¡ وأعطاها الله الأمان ¡ من روعات الزمان ¡ ومن مصائب الحدثان . وإذا ظلمت محقت وسحقت ¡ وتمزّقت وتفرّقت . وهذه سنة ماضية ¡ وحكمة قاضية .
    قلت : ولماذا قال عمر على المنبر يوم صاح بطنه من الجوع وقرقر : قرقر أو لا تقرقر والله لا تشبع حتى يشبع الفقير المقتر ¡ والشيخ المعسر ¿
    قال : عمر إمام العدالة ¡ شرح الله بالعدل باله ¡ صدق الله فأصلح أحواله ¡ وجعل التقوى سرباله . فسيرة عمر تخوف الظالمين ¡ وترهب الآثمين ¡ وهي قصة بديعة في العالمين .
    قلت : ما رأيت الظالم طال عمره ¡ ولا حماه قصره ¡ ولا ارتفع قدره .
    قال : أما تدري أن الله أخرج كل ظالم من قصره وجره ¡ وقطع دابره بالمـرة ¡ واستنـزله من برجه العاجي كأنه هرة .
    قلت : مثل ماذا يا هذا ¿
    قال : عجباً لك أما تعي ¡ وأنت بالعلم تدعي . أما أهلك فرعون وخرب داره ¡ وترك قصوره منهارة ¡ ودس أنفه في الطين كأنه فارة .
    أما رأيت شاوشيسكوا رئيس رومانيا المهين ¡ مزقه شعبه وهو لعين ¡ سحبوه في الشارع كأنه تنين ¡ فما كان له من فئة ينصرونه وما كان من المنتصرين .
    أما رأيت شاه إيران ¡ السفيه الغلطان ¡ الذي كان بكأس الظلم سكران ¡أكثر من السلب والنهب ¡ والضرب والصلب ¡ فطرده شعبه كالكلب . فمات في مصر مع فرعون ¡ وكتب في التاريخ الشاه الملعون .
    أما رأيت ماركوس رئيس الفلبين ¡ أحد الظلمة الكاذبين ¡ أذاق قومه الويلات ¡ وأسقاهم كأس النكبات ¡ فمال عليه قومه ميلة واحده ¡ فإذا دولته بائدة ¡ فصار في العالم طريدا ¡ وأصبح في الأرض شريدا .
    قلت : أرشدتني أنار الله فكرك ¡ وأعلا ذكرك ¡ وقد حملت شكرك .
    أسف على الإطالة أخوكم في الله عبد المالك
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  2. #2
    مشرف عام الصورة الرمزية الوفاء
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    1,330
    معدل تقييم المستوى
    23

    افتراضي مشاركة: حوار مع ابن عمران حول السلطان ( حوار شيق )

    السلام عليكم
    سلمت يداك اخ عبد المالك للنقلك للحوار
    استمعت بقرأته
    يعطيك العافيه
    تحيتي


    كل الشكر للأخت دانه على التوقيع الله لايحرمنامنك

  3. #3
    الصورة الرمزية ضحــ عشق ــية
    تاريخ التسجيل
    May 2003
    الدولة
    الرياض
    العمر
    42
    المشاركات
    1,634
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي مشاركة: حوار مع ابن عمران حول السلطان ( حوار شيق )

    أخي عبدالمالك
    جزاك الله خيراً فيما تقلت
    فعلاً حوار رائع
    وممتع

    جزاك الله خيراًَ

المواضيع المتشابهه

  1. حوار مع جوال
    بواسطة المراسل الإخباري في المنتدى قطرات من أخبار العالم
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-26-2020, 04:58
  2. حوار مع إنسان بلا وطن
    بواسطة المراسل الإخباري في المنتدى قطرات من أخبار العالم
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-17-2019, 10:41
  3. حوار الثامنة
    بواسطة المراسل الإخباري في المنتدى قطرات من أخبار العالم
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-05-2017, 05:57
  4. حوار بين ¿¿ و¿¿
    بواسطة الحنون1@ في المنتدى قطرات من زمزم
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 06-18-2005, 23:37
  5. حوار بين فتاتين
    بواسطة أمير الأحلام في المنتدى قطرات من زمزم
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 07-16-2003, 00:08

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •