فجأة أصبح حلم الكثير من الشباب لدخل إضافي يغني مع فيروز "رزق الله عالعربيات"¡ والاتجاه مسرعا لتبني مشروع "عربة غذاء"¡ والسبب يعود الى إمكانية التحقيق ووجود سوق واعدة وقبول لدى المستهلك والمجتمع. وفوق هذا حملات تسويق منظمة وغير منظمة يقف على هرمها ما يعرف في لغة الإعلان بتوثيق التجربة testimonial. فالكثير من تجارب الشباب في المدن الجامعية وأماكن الترفيه يجد تلك العربات جميلة وجاذبة ورخيصة. وهي خروج عن تقاليد عربات الآيسكريم التي تجوب الشوارع وتسد النفس هذه الأيام وبأيد وافدة كأنها بعيدة عن رقابة صحة البيئة. وهذا التحول التاريخي يعود في دول أخرى إلى القرن السابع عشر الميلادي. ففي مدن مثل نيويورك عندما كان اسمها أمستردام الجديدة بدأت العربات بالبيع آنذاك. ففي تلك الحواضر الاقتصادية تطورت تجارة الغذاء عبر العربات. فمن العربات المدفوعة باليد داخل المسارح والقطارت وحاليا عربات المبيعات الجوية وصالات السينما وملاعب الرياضة. كل هذا التحول يقود إلى التفكير السليم بأنها تجارة خدمات قابلة للتطور والتطوير وتوفير فرص وظيفية للشباب إن أحسنا استغلالها وتسهيل الحصول عليها وتشجيع الشباب للاستثمار فيها¡ والأهم تقليل البيروقراطية المميتة وتغيير المسمى من باعة متجولين إلى اسم جاذب للشباب.. بل نجد أن الحال في بعض الجامعات الغربية تتيح مساحة لتطوير هذا النوع من التجارة بالدراسة والتحليل والمساندة. ولكننا نكتفي مثل غيرنا في العالم النامي بجلب القشور مثل احتفالية سامجة باسم مهرجان عربات التسوق.
هي تجارة نتيح لشبابنا فرصة تطويرها أو ندفعهم بها إلى هاوية عربات الآيسكريم. فما الذي يمنع من تنظيم ساحات خاصة لتلك العربات أمام الحدائق العامة بدلا من فوضى الوقوف الحالية¿ فعلى سبيل المثال بدأت تتشكل أمام جامعة الملك سعود من جهة الشرق ثقافة وتجارة لتلك العربات¡ والمشهد ينذر بفكر تصادمي مع البلدية مثل ملاحقة عربات بيع البطيخ. ولكن المسارعة إلى تنظيم المشهد والتيسير الذي يدفع شباب اليوم للتميز¡ فهو لم يعتد على البيروقراطية المميتة وذات النفس الطويل. ولنا في مشاهد انعزال الشباب وانسحابهم في الاستراحات من الحياة العامة بسبب فقدان روح الأمل وفرصة الإنجاز والإنتاج. ولو تابعنا بعض التوجهات العالمية لعربات الأغذية سنجد أنها مناسبة ليس للشباب فقط بل لبعض الأسر المنتجة وخصوصا للسيدات اللاتي يبعن الأكلات الشعبية. فلو وجدت لهن لأصبح التوجه المستقبلي لطلبات السيارات من عربات الأكلات الشعبية.
بالإجمال العربات تقدم منظرا حضاريا بأجمل من تلك المشاهد التي تشوه بها عمالة وافدة محطات الطرق باسم "شاي الحطب".
Draltayash@yahoo.com




إضغط هنا لقراءة المزيد...