كنت قد جمعت المعلومات والأرقام¡ وبعض التصورات للشروع في كتابة مقال بمناسبة افتتاح مركز الملك عبدالعزيز الثقافي (إثراء المعرفة)¡ كجزء يسير من المشاركة لتعذر تمكني من تلبية دعوة حفل الافتتاح.
والمادة التي وجدتها كانت تعشب حولي كخميلة¡ روح التصميم ومكانه¡ الهدف¡ الرؤيا¡ جميعها أورقت فوق أصابعي¡ فقد كانت بالفعل تدعو للزهو الوطني.
مركز يستقي من نبع الذاكرة الأول¡ اختيار اسم المؤسس¡ والبئر الأولى التي ترتبط بالمكان وسكانه¡ حيث ينهض فوق بئر الخير¡ متناغما مع التضاريس¡ متسقا مع العمق الحضاري¡ مختزلا الكثير من ملامح الغد.. ومتجاوزا المفهوم التقليدي المستهلك للمراكز الثقافية إلى مناخ (إثرائي معرفي حضاري) يربط المملكة بمسيرة يتكامل فيها الإبداع كشرط استقرار الحضارة¡ ليتصل بقاع ذاكرته حيث مملكة الحضارات.
لكن يبدو أن مركز إثراء المعرفة كان يضمر أجندة أخرى¡ تتقاطع مع جيشان فرح وطني يلتف حوله¡ فهو اختار الليلة التي سيزوره بها خادم الحرمين¡ وتتسلط عليه الأضواء بكثافة¡ ليجهش برسالة تحتوي إبراء ذمة من جميع الذي يحاولون اختلاس الوطن.
ويشير بألم وصدق إلى مواضع الألم¡ إلى أولئك الذين منحوه الواجهات الصقيلة فقط¡ وشرعوا في تسريب الرونق من عروقه¡ والنسغ من جدرانه وشقوقه.
هؤلاء المفرطون الاستغلاليون أصحاب البوابات الخلفية¡ وصفقات الباطن¡ القافزون حتى على قصعة اليسير من الطعام.
الأرقام المليارية التي تقدمها الدولة¡ وينتهي جلها في حويصلات كواسر الطير¡ ويبقى الحقل مستباحا.. لذا اختار مركز الملك عبدالعزيز ليلة وصول سلمان الحزم ولا ليلة سواها.. ليقدم بين يديه عريضة شكواه¡ وينتظر وقفة حزم¡ تشبه تلك الوقفة التي تلت سقوط رافعة الحرم.
ويطلب الترياق.. ترياق معالجة الدورة الإدارية التي تعاني دروبها من الثقوب والعثرات والتسرب.
إعادة تعريف معنى الفساد بشكل قانوني واضح ورسمي وقاطع¡ بعدما كاد أن يتحول إلى ثقافة إدارية¡ عاجزة عن أن تضع الخط الصارم بين المال العام والخاص.
التخلص من احتكار بعض الشركات الفاسدة التي ظلت تستغل هذا الوطن بالفواتير الباهضة¡ والمخرجات الرديئة.
الدفع ببعض مهام المراقبة والاستجواب لمجلس الشورى¡ لينجز مهامه المفترضة¡ في المتابعة والمحاسبية.
منح الإعلام المزيد من الأسقف والمساحات¡ التي تكفل الشفافية والدقة للدورة الاقتصادية.
اختار المركز أن يضع رسالته برفقة المطر.. وهو على يقين بأن الاستجابة ستكون قريبة.. وحازمة.
إضغط هنا لقراءة المزيد...