ثنائية الأمن والتطور معادلة متداخلة أرقامها صعبة والوصول إلى نتائجها أكثر صعوبة لتحقق النتائج المرجوة¡ فتحقيق الأمن بمفهومه الشامل يحتاج إلى قدرات غير عادية وأجهزة قادرة على التعامل مع الأحداث حتى قبل وقوعها في كثير من الأحيان¡ وهذا ليس ضرباً من الخيال بقدر ما هو حقيقة عشناها وعرفناها من خلال مجريات الأحداث التي حاول منفذوها الإخلال بالأمن من خلال عمليات إرهابية كادت أن تقع لولا لطف الله ثم يقظة أجهزتنا الأمنية التي تعمل بصمت يليق بالمهام المنوطة بها وسرية المعلومات التي تحصل عليها وتتعامل معها وفق حسٍ أمني عالٍ رغم صغر بعض تلك المعلومات التي قد لا نلقي لها بالاً كما يفعل رجال الأمن الذين يهتمون بأدق التفاصيل وفق احترافية عالية ومهنية لاقت تقديراً عالياً من مختلف دول العالم.
أمن الخليج وحدة واحدة لا يمكن تجزئته¡ فهو منظومة متصلة مترابطة هدفها تحقيق معادلة الأمن والتطور في ظل الأحداث الإقليمية والمتغيرات الدولية والمؤامرات التي تحاك ضد دول المنطقة لزعزعة أمنها واستقرارها ونموها وتطورها¡ وهي مهمة تتطلب الكثير من العزم والحزم والتنسيق المستمر بين أجهزة أمن دول مجلس التعاون¡ وما تمرين (أمن الخليج العربي 1) إلا ثمرة من ثمار التعاون والتكامل بين الأجهزة الأمنية الخليجية سبقها العديد من الخطوات التكاملية.
الأعمال الميدانية ليست فقط ما تقوم به الأجهزة الأمنية بل يسبقه عمل تخطيطي واستراتيجي لمكافحة الجرائم والإرهاب في مقدمها والفكر الإرهابي الظلامي متعدد الأوجه والتوجهات وما ينتج عنه من أعمال¡ فالفكر الإرهابي يسبق العمل الإرهابي ويحتاج إلى فكر مضاد يفند أهدافه ومعانيه ويكافحه حتى قبل وصوله إلى مجتمعاتنا التي حاول أن يحدث شرخاً في نسيجها دون جدوى.
الأجهزة الأمنية تقوم بواجبها خير قيام في حماية مجتمعاتنا ومقدراتنا ومكتسباتنا وهذا ليس كل شيء¡ فالمواطن الخليجي عليه مسؤولية وجب عليه الاضطلاع بها¡ فأمن المجتمعات مسؤولية يتحملها الجميع كون مردودها لن يكون قاصراً على فئة دون أخرى بل يكون شاملاً¡ وخطوة كبرى باتجاه تحقيق معادلة الأمن والتطور.




إضغط هنا لقراءة المزيد...