عادة الشرطة في بعض البلدان أن تستقطب مجرمين سابقين قضوا محكوميتهم كي يجلوا الغموض عن حالة¡ أو يدلوا بأمارات وعلامات تفيد الشرطة. وطبعا ذاك لقاء أجر.
صحيحٌ أن ما سأعرضه غير عملي¡ أو أنه يقترب إلى المستحيل أو هو المستحيل ذاته¡ لكنه على كل حال هزل يلامس الجدّ.
واقتراحي على "نزاهة" أن تعمد إلى إغراء من تورطوا في الفساد الإداري¡ ونهبوا الأموال¡ أن يُدلوا بتجربتهم¡ وكيف غنموا وكسبوا اللعبة¡ وأيضا تركوا آثارهم (جرّتهم)¡ لكنهم خرجوا من التهمة بيض الوجوه والأيادي "لعدم كفاءة الدليل".
عندي أن من أتحدث عنهم يتفاوتون في الذكاء¡ والألمعية¡ والنبوغ¡ والموهبة. فمنهم من يمكن أن يصل إلى العبقرية¡ وآخر يتدنى إلى البلادة.
ولعلنا بمشروعنا هذا نصطاد الصنف الثاني¡ أي البلهاء¡ وأنصاف المعتوهين منهم¡ ونغريهم بالجلوس مع أعضاء "نزاهة" ونستدرجهم (من حيث لا يعلمون) بالبوح عن الدرج¡ والسلالم¡ التي ارتقوا عليها¡ واستطاعوا أن يحصلوا على الثروات بغير الطرق الحلال. لا سيما وأن أهل الوطن لم يؤذوهم¡ ولم يقطعوا أيديهم ¡ فعلى الأقل يردون الجميل و"تبرئة الذمة".
خطوة كهذه تُوفّر لنزاهة أضابير من المعلومات¡ يعكفون على دراستها¡ وتحليلها للوصول إلى طرق خفية استعملها أولئك. ولو أننا اخترنا البلهاء والحمقى منهم¡ إلا أن حكمة "خذ علومها من سفهاها" الشعبية قد تُفيد نزاهة في حقل أو آخر.
وسائل استقطاب أولئك عديدة. فمن غير المناسب أن تستأجرهم "نزاهة" كخبراء تزوير صكوك مثلاً¡ أو طرق الاستدارة على القانون¡ والنظام¡ أو كفقهاء في الاحتيال والخداع¡ تكفي عبارة "خُبراء إداريون"¡ أو "مستشارون"¡ وعندها سينقادون إلى إجابات تخدم "نزاهة" عند غموض وسيلة¡ أو إبهام حالة.
نعلم جيدا أن المستهدفين لم يعودوا بحاجة إلى الوظائف¡ فعندهم من الغُنْم الكثير¡ لكن لعلها وسيلة من وسائل إبراء الذمة¡ كما وضعنا صندوقاً مالياً لإبراء الذمة.




إضغط هنا لقراءة المزيد...