على شرف سمو أمير منطقة الرياض الأمير فيصل بن بندر -يحفظه الله- احتفلنا يوم الخميس الماضي بجائزة الأمير خالد السديري¡ كانت المناسبة فرصة جميلة لتذكر تلك القامة الوطنية بعد مرور قرابة أربعة عقود على رحيله رحمه الله¡ فهو كان من الرجال الذين ساهموا في حروب التوحيد في عهد الملك المؤسس -رحمه الله- وكان أيضاً أحد رجال الدولة البارزين في مرحلة التوتر الجيوسياسي الذي ساد المنطقة العربية.
كانت تيماء في تبوك آخر المناطق التي انضمت للمملكة¡ وكان ذلك بقيادته -رحمه الله- في خطوة تشوبها الصعاب والمخاطر¡ ولكن تنفيذه لها يدل على مدى ثقة الملك عبدالعزيز به¡ وهذا كافٍ لتوضيح دور المرحوم¡ بأن شخصية عبقرية مثل الملك عبدالعزيز تضع ثقتها فيه لمواجهة التحديات في المنطقة البعيدة والمهمة¡ حيث قام بتكليفه لاحقاً بادارة أجزاء مهمة في المنطقة الشرقية عند بداية نمو الاستثمارات البترولية بشكل متصاعد¡ وخلال إدارته لتلك المناطق قام بتأسيس مدينة الخبر¡ ولا يزال شارع خالد هناك شاهداً على عطائه والتطور من الهجر إلى المدن¡ وبعد ذلك كلّف بإدارة منطقة جازان بسبب بعض التوترات الأمنية في أحد الجبال وأنجز المهمة في فترة وجيزة.
هذه الرحلة الطويلة والمشرفة لذلك الرجل التاريخي استمرت حتى مرحلة صراع الحرب الباردة في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي¡ وامتدت مع تطور الأحداث التاريخية في اليمن خصوصاً مع وصول نظام عسكري ناصري في اليمن الشمالي وظهور جمهورية معادية في اليمن الجنوبي تتبنى النظام الشيوعي بشكل موالٍ تماماً للاتحاد السوفيتي¡ وعندما حاول الرئيس سالم ربيع التمرد أسقطه الاتحاد السوفيتي بانقلاب خاطف وتم إعدامه بعد ذلك¡ خلال تلك السنوات عين الملك فيصل -رحمه الله- المرحوم الأمير خالد السديري أميراً لمنطقة نجران لمواجهة تلك التحديات¡ وكانت الطائرات المعادية تجتاح أجواءها وتضرب أرضها¡ ونتج عن ذلك الدخول في مواجهات عسكرية مع كل اليمنيين¡ وانتهت بانتصار واستقرار المملكة وفشل الأنظمة المعادية.
وبعد ذلك بفترة وجيزة اشتد المرض عليه وتوفي في عام 1978م¡ تاركاً خلفه تاريخاً وطنياً مشرفاً¡ والشكر كل الشكر لأشبه الناس به ابنه فهد بن خالد السديري الذي يحيي هذه الذكرى الطيبة كل عام¡ ليس لأجل كونه والده¡ بل لكونه قدوة في حب الوطن والتفاني والعمق التنموي¡ رحمه الله رحمة واسعة.




إضغط هنا لقراءة المزيد...