نقيس الأمور بمعيار العاطفة¡ في الفوز نبالغ وفي الخسارة نجلد¡ وإن آلت حصيلة المنتخب إلى التعادل سرعان ما نعكس الاتجاه الصحيح لنردح المدرب واللاعب والإداري بل ربما يصل الانتقاد إلى عاشق "الأخضر" عاطي الموركي فنرمي على عاتقه السبب.
عاطفتنا جياشة وما تناولناه في مقالاتنا وبرامجنا عن الهولندي بيرت مارفيك في بداية التصفيات يختلف كماً وكيفاً عما نتناوله اليوم¡ ففي الأولى انتقاد وفي الثانية مديح وما بين الحالتين منتخب الوطن تصدر المجموعة لكنه لم يتأهل بعد¡ وغايتي تذكير "صقورنا الخضر" بأهمية لقاء الثلاثاء أمام العراق وخطورته في مسيرة التأهل.
صحيح أن الأداء العام في مواجهة تايلاند كان رائعا والنتيجة هي الأخرى كانت كبيرة ومشرفة لكن ما هو آت هو الأصعب وفرصة تغيير المراكز واردة ومتاحة ومن هذا المنطلق وجب التذكير بأن ما تحقق لـ"الأخضر" ليس كافيا فالمهمة لم تحسم بعد¡ واللاعبون الذين أسعدوا الوطن وكل من يعيش على ترابه عليهم أن يكملوا المهمة بالرتم والمنوال والتعامل ذاته مع المتبقي من اللقاءات بالروح والحماس والإصرار الذي كانوا عليه والحذر كل الحذر من أي تهاون فني أو معنوي كون ذلك إن حدث ربما يغير المعادلة أعني معادلة التفوق إلى معادلة الإخفاق وهذا ما لا نتمناه.
علينا دعم ومساندة هذا المنتخب الجميل كما علينا تحفيز نجومه ولكن في إطار العقلانية لا في إطار المبالغة التي من شأنها أن تنسف إيجابيات اللقاءات السابقة¡ فالإعلام سيبقى هو الشريك المهم وما ينثر على وسائله المختلفة يشكل زخم التفاعلات الجماهيرية لتصبح المحرك الرئيسي لعطاءات اللاعبين داخل الميدان.
بالتوفيق لـ"صقورنا الخضر" فيما تبقى لهم من مواجهات والأمل في أن تستمر انتصاراتهم المتوالية حتى يتحقق لنا ولهم حلم الوصول إلى نهائيات كأس العالم 2018 ونستعيد منها وبها هيبة وقوة الكرة السعودية التي غابت أو غيبت بفعل عشوائية العمل والقرار في الأعوام الماضية.
مارفيك "بارد"¡ وهذا البرود الذي أشير إليه يمثل انعكسا على اللاعب في المنتخب بصورة مفيدة إذ أن التأثير من مخرجات الإعلام الانفعالي والعاطفي جيره "لسلة المهملات" وبات يتعامل بكل ثقة بعد أن وصل الانسجام بينه وبين قدراته وخطة وثقافة مدربه إلى أعلى درجاتها.
برافو مارفيك وشكرا لمن جدد الثقة فيه لقد كان القرار المهم في الوقت الأهم.
ختاما جماهيرنا العزيزة لا تحتاج لمن يقدم لها الدعوة¡ لكنها تحتاج لمن يقول لها (أنتم اللاعب رقم واحد).. وسلامتكم.




إضغط هنا لقراءة المزيد...