سيلام طفلة اثيوبية عمرها 13 سنة توفيت والدتها في سن مبكرة فوقع على عاتقها مسؤوليات كبيرة. أول المسؤوليات هو تأمين الماء¡ حيث تبدأ رحلتها من الصباح الباكر سيرا على الأقدام لجلب 25 لترا من المياه الملوثة غير الصالحة للشرب وهي معاناة كبيرة لطفلة.
مسؤولية توفير الماء أعاقتها جزئيا عن الدراسة¡ فالأيام التي يساعدها والدها بحمل الماء تذهب هي للمدرسة وما يمنع والدها من مساعدتها هو الفقر وارتباطه بالعمل الذي يحول بينه وبين مساعدته طفلته.
مهام الطفلة لا تقتصر على جمع الماء بل يمتد للقيام بكل المهام المنزلية كالطبخ والعناية بأخيها وأختها وعند فراغها من كل تلك الأعمال تعمل بنصيحة والدها وهي الدراسة حيث إنه أوضح لها أن مستقبلا أفضل ينتظرها لو اجتهدت في التعلم.
عمدت مؤسسة تشريتي وتر غير الربحية المتخصصة في توفير المياه الصالحة للشرب في الدول النامية في ترجمة معاناة الطفلة في فيلم بتقنية تصوير 360¡ حيث إن المؤسسة كانت تخطط في حفر بئر في ذات القرية التي تعيش فيها الطفلة¡ فقامت الشركة بإنتاج فيلم واقع افتراضي (VR) جسدت فيه معاناة الطفلة وفرح افراد القرية عند ظهور الماء لأول مرة بعد حفر البئر.
نظمت المؤسسة حفل جمع تبرعات في متحف متروبوليتان للفنون في نيويورك¡ وبعد حفل العشاء وقبل إطلاق حفل جمع التبرعات¡ قامت المؤسسة بتوزيع نظارات الواقع الافتراضي على الحضور البالغ عددهم 400 رجل وسيدة.
كانت مدة الفيلم 9 دقائق فقط وخلال مشاهدة الفيلم تمكن الحضور من الالتفات إلى اليمين و اليسار وفي كل الإتجاهات باستخدام النظارة¡ وهم عمليا يشاهدون بؤس الطفلة وواقعها الصعب¡ وكذلك فرح أسرتها وأفراد القرية بمجرد بدء ضخ المياه.
ونتيجة للفيلم وفي تلك الليلة فقد تبرع الحضور بمبلغ 2.4 مليون دولار (9 ملايين ريال ) لتطوير مشروعات مياه مشابهة لقرى أخرى بحاجة إلى مياه صالحه للشرب.
الخلاصة: السبب في تحقيق هذا الدخل في زمن وجيز يرجع إلى نجاح المؤسسة الخيرية تشريتي وتر في وضع المتبرعين في بيئة قريبة للواقع¡ ونفذتها الشركة بشكل احترافي عبر إنتاج فيلم بتقنية تصوير 360 وهو نجاح كبير للتقنية في التخفيف من معاناة الفقراء في العالم.




http://www.alriyadh.com/1593912]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]