مما لا شك فيه أن العالم العربي والإسلامي يمر بمرحلة عصيبة عمادها الفرقة والتنافر¡ مدعومة بالاستهداف الخارجي الذي تزداد حدته مع كل يوم جديد¡ ذلك ان الاستهداف يكبر كما تكبر كرة الثلج¡ وقد تم العمل على مجموعة من المحاور لإنجاز ذلك الاستهداف بتؤدة وسكينة وعلى نار هادئة¡ وعلى مراحل كل منها يؤدي الى ما بعده بحيث لا يتم الشعور بخطورة تراكمه وانعكاساته وأهدافه بعيدة المدى¡ والمشكلة أن المتزعمين لذلك الاستهداف يعملون في الخفاء¡ ومن خلف الكواليس¡ ويديرون المشهد كما تدار لعبة الشطرنج¡ آخذين بعين الاعتبار هدفين رئيسيين الأول شق صف الوحدة الوطنية في كل بلد مستهدف وذلك من خلال زرع بذور الخلاف والشقاق بين مكوناته¡ والنفخ بروح الطائفية ودعمها¡ ناهيك عن تشجيع الاختلاف والتخندق والاصطفاف والتصنيف. ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل تعداه إلى هدم مقومات النجاح من خلال هدم الأسرة واسقاط القدوة وإفشال التعليم¡ ليس هذا وحسب بل يتم دعم ذلك بتسفيه تاريخ الامة والتقليل من أهمية رموزها والحط من شأنها وزرع مفهوم عدم قدرتها على المنافسة والتقدم¡ من أجل أن تفقد الأجيال الناشئة الثقة بالنفس¡ وتستكين للغزو الثقافي الجارف الذي يحظى برواد ومشجعين من أهم أهدافهم التمييع وفقدان التميز والانحدار الثقافي¡ بحيث يصبح المستهدف مسخاً ليس له ماض يفتخر به¡ وليس له حاضر يلجأ إليه مما يضمن بقاءه إمعة يتبع كل ناعق¡ ناهيك عن تعزيز ذلك بالإرهاب ومفرداته الذي يعتبر صناعة مخابراتية اعتمدت على دراسات عميقة عن الدول والشعوب المستهدفة¡ وتحديد نقاط القوة والضعف¡ ودعم الاستفادة من النتائج بمخرجات العلوم والتقنية¡ ودعم ذلك بالإعلام الفاجر لتحقيق الأهداف من خلال خلق منظمات إرهابية مثل القاعدة وداعش والحشد الشعبي والحرس الثوري وحزب الله والحوثيين وأخواتها من المنظمات الإرهابية¡ التي تبرر إنشاء التحالفات لمحاربتها في الظاهر ودعمها في الباطن. وهذا السياق يحتاج إلى مرونة وذكاء يمكن من الانحناء امام العاصفة لان المواجهة والتشدد يعتبران أوسع مبررات الاستهداف الحاصل فهل نعي ذلك¿
إن ما تتعرض له الدول الغربية من عمليات إرهابية والتي تتبناها المنظمات العميلة مثل داعش وغيرها يدخل ضمن مسرحية اعداد الرأي العام الغربي لما سوف يتم اتخاذه من اجراءات يتم طبخها في الظلام. كما أن أسلوب الخصم والحكم يستخدم بكل احترافية. والتحالفات ضد داعش تزداد اتساعا مثل دخول حلف شمال الأطلسي طرفا في تلك الحرب وذلك على الرغم من أن ذلك التنظيم يلفظ أنفاسه. فهل يتم إعداد بديل لذلك التنظيم سوف يولد عما قريب¿
نعم لقد كانت حرب أفغانستان الأولى ضد الاتحاد السوفيتي بمثابة نقطة البداية التي استغلت واستخدمت للتخويف من الاسلام والمسلمين¡ فمنذ ذلك الوقت بدأ العد التنازلي للاستهداف الذي يقوم في المقام الأول على الصاق الارهاب بالاسلام والمسلمين¡ والعمل بكل الوسائل والسبل لمنع تلك الامة من ان تسلك مقومات التقدم والرقي مستخدمين كل الوسائل وعلى رأسها إيصال ملالي طهران إلى سدة الحكم¡ وغض الطرف عن تسلحهم بل المساعدة على ذلك¡ حتى اصبحت إيران بعبعا يخوفون به جيرانه ويدعم الارهاب وينشره ويتدخل في شؤون الاخرين ويصدر الثورة وولاية الفقيه ويستهدف مقدسات المسلمين في مكة والمدينة ويسعى الى استبدال ام القرى الحقيقية "مكة المكرمة" بأم القرى المزيفة (قم)¡ وذلك خدمة للأهداف التوسعية الإسرائيلية التي تسعى الى التمدد لتحقيق فكرة اسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات. انهم يفكرون ويخططون وينفذون وقد ساعدهم على ذلك عدم التمسك بوحدة الصف ووحدة الكلمة.
نعم النار تجلي الصدأ عن الحديد¡ ولا شك أن ما تتعرض له الأمة من استهداف يعتبر شدة مؤقتة سوف ينجلي الغبار عن ميلاد أمة أكثر عزما وحزما ووحدة¡ وأكثر قدرة واستعدادا وقوة¡ ولا شك أن عاصفة الحزم بقيادة الملك سلمان -حفظه الله- تمثل أول بوادر ذلك الانفراج إن شاء الله.. والله المستعان.




http://www.alriyadh.com/1601137]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]