الملاحظ خلال الفترة الحالية وحتى سابقاً¡ أن الكثير يتساءل عن كيف يستثمر أمواله السائلة¡ فمن يقرأ المتغيرات الاقتصادية في هذا العالم يجد حالة عدم الاستقرار والتخوفات الكبيرة¡ فنظرة على السوق الأميركي كمثال نجد تذبذبات عالية هذه المرحلة¡ وأيضاً حرب العملات¡ والحرب الحمائية بين الولايات المتحدة والصين¡ وأزمات الأسواق الناشئة¡ ومتغيرات الأسواق البترولية التي أصبحت معياراً للنمو الاقتصادي في تلك الدول¡ وتباطؤ النمو الاقتصادي في كثير من اقتصاديات الدول¡ فالصورة العامة للاقتصاد العالمي يشعر معها الكثير بالقلق¡ وكل ذلك يؤثر بالأسواق المالية¡ فلا توجد سوق مالية لا ترتبط بالمتغيرات والمؤثرات خارج اقتصادها¡ ولعل هذه الأسئلة "أين استثمر" تبين أن حجم السيولة في "بعض" الاقتصاديات عالية وجيدة ولا تشكل أزمة¡ ولكن نعود للبداية وهو "التخوف" و"الريبة" من الاقتصاديات الأخرى في هذا العالم¡ ونجد أن المنتجات من شركات الاستثمار أو حتى بعض البنوك مستمرة وبعضها يحمل أفكاراً جيدة وخلاقة¡ ولكن يظل حالة "التخوف" يهيمن على العالم¡ ونحن موعودون كما تتناقل التقارير العالمية¡ أن العالم سيواجه "أزمة" سيولة¡ سواء 2019 أو 2020¡ بسبب ارتفاع مستويات الدين وعدم القدرة على الوفاء بها¡ فمثلاً حجم "ديون الولايات المتحدة الأميركية يبلغ قرابة 18 تريليون دولار. وللمقارنة فإن الفوائد¡ التي تدفعها الحكومة الأميركية لهذه الديون تعادل حجم الناتج المحلي الإجمالي لدول كالسويد (507.046 مليار دولار) وبولندا (482.920 مليار دولار)".
الاستثمار مرتبط دوماً بالأمان ووضوح الرؤية أولاً ثم العوائد والأرباح ثانياً¡ وهما صنوان متلازمان¡ فلا أحد يريد المخاطرة أو المجازفة برأس ماله أو الاستثمار غير الآمن ما لم يكن لديه روح المجازفة والمغامرة لكي يحقق إما ربحاً مجزياً أو خسارة فادحة¡ وعلى كل صاحب رأس مال يريد الاستثمار أو من لديه سيولة¡ يتبع طريقين إما من خلال شركات استثمار حصيفة وجيدة وذات تاريخ وتميل للتحفظ وإن قل العائد¡ أو أن يستثمر هو بنفسه بطريقين إما أوراقاً مالية وفق ما يرى أو عملاً تجارياً¡ والأهم هو فهم الاقتصاد بمميزاته ومخاطره وتوقعاته المستقبلية¡ وعليه أن يعمل على التدقيق المالي والتحليل قبل الدخول بأي استثمار في الأوراق المالية¡ وربطها بالاقتصاد وتوقعاته المستقبلية¡ والأهم هنا لا استثمار ولا تعظيم ثروات ولا نمو دون مخاطر فلا شيء مضمون دون مخاطر¡ ولكن الفارق كيف قرأتها واتخذت القرار.
http://www.alriyadh.com/1720034]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]