تشهد مراكز التسوق كثافة عالية خلال مواسم متتالية في فترات متقاربة خلال العام¡ وأبرز هذه المواسم هي في شهر رمضان المبارك فعيد الفطر ثم عيد الأضحى المبارك وبداية السنة الدراسية¡ فخلال فترة أربعة أشهر يواجه أرباب الأسر غالباً ضغوطاً وأعباء كبيرة من شأنها التأثير سلباً على دخل الأسرة لعدة أشهر من الإرهاق وعدم الوفاء بالالتزامات¡ في المقابل تعاني شريحة ليست بالقليلة من هوس تسوق وكأنها هواية وليست احتياجاً.
إن التخطيط الجيد يبدأ بتحديد الأولويات وترتيبها بوضع المهم ثم الأقل أهمية للخروج بنتائج جيدة وبالتالي الوصول إلى الكفاية المالية والتفكير جدياً بعملية الادخار¡ كما أنه يجب القناعة والرضا وعدم التقليد والمفاخرة لكبح جماح الاستهلاك غير المتزن وهو ما يفضي للاستقرار المالي للأسرة¡ حيث لا يمكن تحسين القدرة المالية لشخص يسير على نمط استهلاكي معين إلا من خلال إعادة ترتيب أولوياته وتعديل سلوكه الاستهلاكي¡ فالإصلاح يبدأ من الداخل أولاً.
وعند اتخاذ إجراءات لتقليل النفقات فيشمل ذلك ترشيد الاستهلاك ليس في السلع والمشتريات فقط¡ وإنما يمتد ليشمل الخدمات (الكهرباء¡ المياه) والتي تستقطع نسبة ليست بالقليلة من دخل الأسرة¡ ليتسنى للأسرة تنظيم دخلها والتوجه نحو الادخار¡ والذي إذا ما تم بالفعل فإنه مؤشر للنجاح في عملية التخطيط المالي.
في المملكة يبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي وفقاً لتعادل القوة الشرائية حسب تقرير حديث 55.9 ألف دولار¡ وتحتل المرتبة الرابعة عربياً من حيث القدرة الشرائية للفرد¡ مما يعطي مؤشراً لضخامة السوق ويزيد من جاذبية المستثمرين الذين بدورهم يتجهون للتوسع في بيئة استهلاكية محفزة¡ إلا أن المهم في هذه العملية هو إيجاد توازن باتباع الاستهلاك المسؤول وعدم الاندفاع للشراء دون احتياج ضروري¡ حيث إنه من الواجب توجيه الاستهلاك للضروريات وتجنب الكماليات في ظل انعكاس المعادلة في كثير من المجتمعات الاستهلاكية¡ فبدلاً من الاستهلاك في السلع والخدمات الأقل ضرورة يجب توجيهها في أساسيات الحياة مثل المساكن والتعليم والصحة وتحسين مستوى المعيشة.
نستنتج من ذلك أن النمط والسلوك الاستهلاكي وخاصة في دول الخليج على وجه التحديد يحتاج إلى إعادة نظر¡ حيث إن المجتمع يعاني من سلوك سيئ يتمثل في هدر الموارد¡ ويتضح ذلك جلياً في القطاع الغذائي.
يقول الملياردير وارن بافت: "إذا كنت تشتري ما لا تحتاجه¡ فسيأتي عليك الوقت الذي تضطر فيه لبيع ما تحتاجه".




http://www.alriyadh.com/1769227]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]